مجزرة نابلس قد تطيح باجتماع فلسطيني-إسرائيلي-أميركي في العقبة

كشف مصدر مطلع من السلطة الفلسطينية ل”المدن”، عن لقاء خماسي سيُعقد في مدينة العقبة الأسبوع المقبل، يضم السلطة الفلسطينية وإسرائيل والولايات المتحدة، بجانب الأردن ومصر. لكنه ألمح إلى أن إسرائيل ارتكبت مجزرة نابلس، التي أوقعت 11 شهيداً فلسطينياً الأربعاء، لتخريب الاجتماع.

وأوضح المصدر أن رئيس السلطة محمود عباس لن يشارك في اللقاء الذي سيُعقد ليوم واحد، وإنما سيمثل الجانب الفلسطيني مدير المخابرات ماجد فرح وأمين سر منظمة التحرير حسين الشيخ.

وبحسب المصدر، فإن اللقاء يهدف إلى بحث الآليات التنفيذية لبنود التفاهمات الفلسطينية-الإسرائيلية التي جرى التفاوض حولها السبت والأحد الماضيين برعاية أميركية، تحت عنوان “خفض التصعيد”.

وحاول المصدر الدفاع عن التفاهمات بوصفها “حقاً فلسطينياً، وليس تنازلاً للاحتلال من دون مقابل”. وقال: “خلافاً لما روّج في الاعلام، أعطانا الإسرائيليون أشياء مهمة بضغط أميركي. نحن وافقنا على المطالب الأميركية، لكن الحكومة الإسرائيلية ترفض وتحاول التهرب من التنفيذ”.

وبشأن ما تبحثه القمة، قال المصدر إن لقاء العقبة يناقش جوانب اقتصادية لتعزيز استقرار السلطة ومكانتها، من قبيل بحث سبل وطرق إعادة إسرائيل للأموال التي اقتطعتها من أموال المقاصة الفلسطينية بحجة أن السلطة تمنحها لذوي الشهداء والأسرى، بموازاة نقاش حول استعادة العوائد الضريبية التي يستولي عليها الاحتلال من المسافرين الفلسطينيين عبر معبر الكرامة (الجسر البري الواصل إلى الأردن) من دون إعطاء المبالغ المستحقة للسلطة.

كما يبحث اللقاء المرتقب عودة السلطة إلى نقطتها المخصصة للعبور عبر “الجسر” كما كان عليه الحال قبل عام 2000، إضافة إلى تعزيز سيطرة السلطة على المناطق المصنفة “أ” وفق تقسيمات اتفاق أوسلو، وأن تتوقف الاقتحامات الإسرائيلية للمناطق في سبيل تولي السلطة زمام الأمور الأمنية فيها.

ويرى المصدر المقرب من دوائر صنع القرار في السلطة، أن لقاء العقبة بمثابة خطوة تالية للتفاهمات بضغط أميركي، وينطوي على “إنجازات وحقوق للسلطة يُراد انتزاعها من الاحتلال في ظل ظرف حساس”.

لكنّ المصدر اعتبر أن عملية نابلس التي نفذها جيش الاحتلال تثير الغرابة والشك خاصة أنها تأتي قبل أيام من القمة المفترضة، في إشارة منه إلى افتعال الحكومة الإسرائيلية مجزرة نابلس للتهرب من التزاماتها في سياق التفاهمات واللقاء الموعود.

وأشار إلى أن تل أبيب حاولت تبرير مجزرة نابلس بأنها كانت ضمن الاستثناء الذي أصرت عليه إسرائيل في التفاهمات الأخيرة بخصوص بند الاقتحامات، إذ طالبت أن يكون الاقتحام فقط لمنع “خطر تنفيذ عملية فلسطينية بناء على معلومة أمنية ساخنة”، وهو مسعى إسرائيلي للقول لواشنطن “إن الاقتحام لم يكن مخالفاً للتفاهمات”.

ووفق المصدر الرسمي الفلسطيني، فإن عملية نابلس سياسية لأن المستوى العسكري لا ينفذها إلا بقرار من رئيس حكومة. ورأى فيها “مؤشراً لتخريب القمة، لأنها تحمل استحقاقات للسلطة والتزامات إسرائيلية يحاول نتنياهو التهرب منها على الرغم من الضغوط الأميركية المفروضة على السلطة وإسرائيل منعا للانفجار وحماية السلطة من الانهيار عبر تعزيز مكانتها أمنياً واقتصادياً، مع بعض الوعود السياسية من واشنطن على أمل التحقيق”.

زر الذهاب إلى الأعلى