تراكمت الكوارث على القطاع الاستشفائي الى درجة غير مسبوقة، منذرة بالاخطر والاسوأ. وعلى رغم تنبيه القيمين عليه، واستمرار عمل المستشفيات باللحم الحي لمعالجة المرضى في ظل أسوأ الظروف، لم يتحرّك أي من المسؤولين لاستدراك الكارثة الأعظم بل تركوا المستشفيات لمصيرها. هذا الأسبوع،بدأ للأسف أوّل الغيث منذرا بوصول العاصفة لتضرب سائر المستشفيات، إذ وجد “مستشفى السان جورج عجلتون” نفسه أمام خيار وحيد: الإقفال بدءاً من مطلع الأسبوع المقبل، وقظ ابلغ نقابة المستشفيات ووزارة الصحة عجزه عن مواصلة نشاطه وسط الظروف الضاغطة، لا سيما منها الأزمة المالية.فهل من وضع أسوأ من اقفال مستشفى لدفع المسؤولين الى إنقاذ القطاع ومعه حياة المواطنين؟
نقيب أصحاب المستشفيات الخاصة سليمان هارون يرفع الصوت عبر “المركزية”، مذكّراً أنه سبق ونبّه “مراراً من أن خلال هذه السنة مستشفيات كبرى وعديدة، بحجم “مستشفى عجلتون”، مهددة بالإقفال. ووصلنا فعلياً إلى هذا الواقع، فنحن اليوم أمام مثل حسي لما كنا نبهنا منه”، محذراً من ان “هذه بداية الطريق، إذ ان غيره من المستشفيات مهدد أيضاً بوقف استقبال المرضى قريباً”.
ويعدّد “الاسباب الرئيسية لعدم قدرة المستشفى على مواصلة تقديم خدماته وابرزها عجزه عن تأمين المازوت بالأسعار الحالية. في حين أن حاجات المستشفى كلّها تدفع نقداً بالدولار، ونجد المصارف تحجز على أموال المستشفى وسائر المستشفيات التي لم يعد بوسعها التصرف بودائعها، حتى أنها وصلت إلى مرحلة لا يمكن فيها دفع أجور الموظفين بسبب عدم قدرتهم على تأمين السيولة للرواتب”.
ويوضح هارون أن “إدارة “مستشفى عجلتون” أبلغتني ان الإثنين لا يمكنها فتح ابواب المستشفى. لكن الأخطر انه يعالج حوالي 80 حالة غسيل كلى، ويستقبل حوالي 50 مريضا بحاجة إلى علاج كيميائي، فأين يذهب هؤلاء في حين لا يمكن لأي مستشفى أن يستوعبهم؟”.
ويضع هذه القضية “في رسم المسؤولين ابتداءً من رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي”، لافتاً إلى أن “وزير الصحة يتحرّك وتواصل مع النقابة والمستشفى، لكن الموضوع يجب أن يكون على مستوى اعلى لحله فوراً بشكل طارئ بين اليوم وغداً عبر البحث عن سبل تأمين استمرارية المستشفى وتأمين مادة المازوت له والسيولة اللازمة من المصارف”.