لم ينته “ديربي” كرة السلة اللبنانية بين الغريمين التقليديين الرياضي بيروت والحكمة بيروت كما كان منتظراً. ما حصل في أواخر الربع الثالث من المباراة أعادنا بالذاكرة الى مشاهد قديمة غابت من سنوات طويلة وغالباً ما كانت ترافق مباريات “الديربي”! صور اعتقدنا أنها ذهبت الى غير رجعة، مشاهد اعتقدنا أنها لن تعود تكرّرت وللأسف في ملاعبنا وفي قاعات كرة السلة.
مشهد اقتحام الجمهور أرض الملعب ورمي العبوات والأجسام الصلبة على أرض الملعب والاعتداء على القوى الأمنية وملاحقة لاعبي الفريق الخصم الى مداخل غرف الملابس كان مستغرباً ومستهجناً! ما حصل لا يخدم كرة السلة، لا بل يلحق ضررا فادحا في صورتها ويعرضها للخطر خصوصا في ظل الازمات الكبيرة التي يعيشها البلد وصعوبة الاستثمار في اللعبة!
في الوقائع، انطلقت المباراة في اجواء عادية على رغم الموشحات التي أطلقها جمهور الرياضي ضد نادي الحكمة والتي لم يخل بعضها من الشتائم، الا ان الاجواء بقيت منضبطة الى حين حصول موزع فريق الرياضي اللاعب الدولي علي منصور على الخطأ الفني الثاني بعد اقل من 5 دقائق على انطلاق المباراة ما أدى الى خروجه من الملعب، فازدادت الأجواء تشنجا وارتفعت وتيرة الضغط عند الفريقين مع احتدام المنافسة وتقارب الأرقام وتعادلها أكثر من مرة.
على رغم ذلك، استمرت الامور في اطارها الطبيعي مع بعض التوتر الخفيف الذي كان يحصل بين بعض مشجعي الحكمة المتواجدين على المقاعد المخصصة لهم خلف مقاعد احتياط فريقهم وبعض جمهور الرياضي. الى حين حصول تلاسن بين أحد لاعبي الحكمة ومشجع من فريق الرياضي على المدرج المحاذي للمنصة الرسمية أدى الى تلاسن حاولت القوى الأمنية تطويقه بعنف لكن الأمور تفلتت بسرعة رغم تدخل مدير الفريق احمد شاكر.
