أكد البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الرَّاعي أنه “في خضمّ ما يعيش لبنان من مآسٍ، وفي هذا الوقت الذي تجري فيه المحادثات بشأن مستقبل لبنان والمنطقة، تبقى الحاجة الملحّة إلى إنتخاب رئيس للجمهوريّة لكي يقود المحادثات الجارية، ولكي تستقيم المؤسّسات الدستوريّة، ولا سيما منها المجلس النيابيّ الفاقد صلاحيّة التشريع، ومجلس الوزراء الفاقد العديد من صلاحيّاته الدستوريّة”، معتبراً أنهم “عبثًا يحاولون إقناعنا بأنّ الدولة اللبنانيّة تسير من دون رئيس لها، فيما الواقع المرّ إنّما هو إنحلال الدولة وتفكيك أوصالها”.
استهل الراعي قداس الأحد في كنيسة الصرح البطريركي الصيفي في الديمان، بالترحيب بالوفود المشاركة في القداس، وعبّر عن “قربه من عائلات المصابين أمس في مرجعيون والقليعة، مصلياً من أجل شفائهم العاجل، وإحلال سلام عادل وشامل في المنطقة”.
ومما قال: “نحن نُقبل إلى المسيح الربّ الذي على مائدة كلامه ومائدة جسده ودمه، يبني حياتنا وحياة كنائسنا (القديّس البابا يوحنّا بولس الثاني: رجاء جديد للبنان). إنّ الأحداث التي نعيشها في بلدان الشرق الأوسط، وهي نزاعات وحروب وإرهاب وعنف ومضايقات للمسيحيّين والأقليّات الدينيّة والإتنيّة، وخصوصاً في سوريا والعراق، إنّما تطرح على إيماننا أسئلة خطيرة، فلا بدَّ من أن نقرأ هذه الأحداث في ضوء كلمة الله، ما يقتضي أن تتوافّر لنا تنشئة منظّمة وثقافة دينيّة، وحياة روحيّة عميقة، لكي نستطيع السير على خطى المسيح، وفي الطريق الذي يرسمه لنا ويمشيه معنا، لكي نعيش مقتضيات إيماننا في ظروف حياتنا اليوميّة”.
وأضاف: “لقد كتبوا إلينا من الجنوب اللبنانيّ يشرحون لنا أوضاعهم الكارثيّة بعد مرور أحد عشر شهراً على حرب غيّرت مجرى حياتهم الى الأسوأ، وهي تستبيح قراهم، وتريق دماءهم، وتقتل أبسط حقوقهم وآمالهم في أن يعيشوا بسلام وأمان.
إزاء هذا النفق الأسود والأفق المسدود للحلول الإيجابيّة، نجد أهالي بلداتنا منقسمين إلى فئتين مغبونتين:
الأولى، فئة اضطرت إلى النزوح قسراً، بحثاً عن الأمن والأمان وتعليم أولادهك في مناطق أخرى من لبنان. ونحن نحيي كل من يقف الى جانبهم، أكانوا أفراداً أو مؤسسات.
الثانية، هي فئة الأهل الذين صمدوا في بيوتهم وقراهم حفاظاً على أرزاقهم، وتثبيت عنوان الإنتماء إلى الأرض فعلاً. هذه الفئة تتحدّى في كلّ يوم وفي كلّ لحظة الأوضاع المزرية على المستويات المختلفة الصحيّة والتربويّة التعليميّة والخدماتيّة والمعيشيّة الإقتصاديّة والأمنيّة والنفسيّة”.