معركة سياسيّة بعد نتائج الإنتخابات.. وباسيل خسر هذه الورقة!

في قراءة أولية لنتائج الانتخابات على المستوى المسيحي لا سيما بالنسبة الى الارقام التي حققها كل من حزبي القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر، كونها الاكبر على هذه الساحة، سجل مصدر سياسي مخضرم ملاحظاته، قائلا عبر وكالة “أخبار اليوم”: بدا واضحا ان القوات عملت بثقة ودقة وانتظام تحضيرا لهذا الاستحقاق، ونجحت ان تصبح القوة المسيحية الاولى وبالتالي تكون هي الجهة الاساسية في مواجهة 8 اذار والحزب، وبالتالي التيار الوطني وان استمر بتحالفه مع الثنائي الشيعي وتحديدا مع الحزب -اقله الى حين الانتخابات الرئاسية- لم يعد يشكل غطاء مسيحيا ذي صدقية بالنسبة الى الحزب.

واضاف: لكن في المقابل لا يمكن لاحد ان ينكر انه رغم كل ما حصل في عهد الرئيس ميشال عون منذ ست سنوات لغاية اليوم لجهة الانهيار والثورة والافلاس والتدخل في القضاء وتجاوزات… ما زال للتيار وجودا اساسيا في المناطق المسيحية ومن ضمنها كسروان. صحيح ان التيار خسر اربعة مقاعد منذ العام 2005 ولغاية 2022، لكنه في المرتبة الثانية بعد لائحة نعمة افرام – الكتائب وقبل القوات، ما يعني ان للتيار قاعدة شعبية واسعة وان الناس تنتخب “نكاية” اكثر من الانتخاب كخيار، لا بل الاغرب ان الوزيرة السابقة ندى البستاني التي حلت على رأس لائحة التيار تشكل احد رموز “فشل التيار في تأمين التيار الكهربائي”.

وكيف يترجم الفوز الذي حققته “القوات”، اوضح المصدر ان الاكثرية المسيحة ليس لها “قوة ضاربة” الا اذا اتحدت مع باقي الاطراف المعارضة التي فازت، وهذا ما ينطبق على كل القوى المعارضة التي تبقى اكثرية نظرية غير قادرة على حسم الاصلاحات واقتراحات القوانين في المجلس النيابي، ولا حسم في انتخابات الجمهورية ولا في تأليف الحكومة.

وردا على سؤال، اشار المصدر الى انه بعد الاعلان الرسمي للنتائج ستبدأ المعركة السياسية، ومصيرها يتوقف على اداء المعارضة، محذرا: اذا كان تصرفها بعد الانتخابات شبيها لتصرفها خلال تشكيل اللوائح ستبقى المعارضة اقليات لا صوت لها، مذكرا ان هذا الامر لن يكون سابقة اذ ليست المرة الاولى التي تفوز القوى السيادية من دون ان تنتصر.

وعن الاستحقاق الرئاسي، اعتبر المصدر ان رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل خسر ورقة “الاقوى في طائفته”، ولم يعد له الحق في القول ان لديه الاولوية في الرئاسة على غرار ما فعل الرئيس ميشال عون سابقا في العام 2016، مع العلم ان هذا الشعار غير موجود لا في نص الدستور ولا في روحيته، ولا في الميثاق ولا في العرف، بل انه “براءة اختراع” للرئيس عون على اساس ان الرئيس سعد الحريري كان رئيس الحكومة الاقوى في طائفته، والرئيس نبيه بري هو الاقوى في طائفته، ويجب ان تطبق هذه النظرية على المنصب الماروني الاول.

مع الاشارة، وفق المصدر، ان تجربة عون والتيار في الحكم والسلطة و”مصادرة” التعيينات والمناصب والتدخل بالقضاء والسلك الدبلوماسي والامن والعسكر والمخاربات، لم تعد مشجعة ولم ترتد ايجابا على نظرية الاقوى في طائفته!

Exit mobile version