معركة على المقعد الماروني.. فهل يتكرر المشهد في البقاع الغربي؟
تحتدم المعركة، ببعدها السياسي، في دائرة البقاع الغربي – راشيا على المقعد الماروني، في ظل المنازلة القائمة بين اللوائح لتأمين الحاصل أو الكسر الأعلى اللازم للفوز به.
في انتخابات 2018 جاءت النتيجة في هذه الدائرة مناصفة، بحيث حصلت لائحة الغد الأفضل على 3 مقاعد مقابل 3 مقاعد للائحة “الاشتراكي” – “المستقبل” من ضمنها النائب هنري شديد الذي تمكّن من الفوز على رغم حصوله على 1584 صوتاً فقط، فالمعركة على المقعد الماروني في هذه الدائرة هي على الكسور، وأما الاصوات التفضيلية فتفصيل. فهل يتكرّر هذا المشهد في انتخابات 2022 أيضاً؟
5 مرشحين موارنة في المواجهة، حيث سيحدّد المقعد الماروني هذه المرة مصير المقعد الأورثوذكسي، على خلاف دورة 2018 حين كانت المعركة على المقعد الأورثوذكسي وكان الماروني ثانويّاً، والكباش الحاصل داخل لائحة “الغد الأفضل” على الأفضلية ما بين نائب رئيس مجلس النواب ايلي الفرزلي ومرشح التيار الوطني الحر شربل مارون خير دليل على ذلك.
القوات اللبنانية اختارت خوض المعركة بشكل مستقل عبر ترشيح المحامي داني خاطر، بعدما فشلت المفاوضات التي قادها النائب وائل أبو فاعور محاولاً إقناع معراب بدعم مرشح مستقل على لائحته، وذلك تفادياً للإحراج مع النائب محمد القرعاوي الذي اشترط ألا تضم اللائحة مرشحاً للقوات. فالمعركة على خط هذه اللائحة هي سياسية وبهدف إثبات الوجود مع الأمل بالفوز، والقدرة التجييرية للقاعدة القواتية تبلغ ما بين 2000 و3000 صوتاً، مدعومة من المرشح خالد العسكر والمرشح جورج عبود الذي لا يستهان بطاقته.
في المقابل، يخوض حزب الكتائب اللبنانية المعركة أيضاً مرشحاً غيتا عجيل على لائحة “نحو التغيير”، في حين حجزت الاعلامية ماغي عون مكاناً لها على لائحة “سهلنا والجبل” التي تمثّل حراك 17 تشرين.
وإذا لم تتمكن إحدى لوائح القوات أو الكتائب أو الحراك من تأمين الحاصل، فإن المنازلة على المقعد الماروني هي على أبعد تقدير ستكون ما بين لائحتي “الغد الأفضل” المدعومة من حسن مراد وحركة أمل والتيار الوطني الحر والحزب، ولائحة “القرار الوطني المستقل” التي تضم أبو فاعور والقرعاوي وشخصيات مستقلة من بينها المرشح عن المقعد الماروني جهاد الزرزور.
وتعمل لائحة “الاشتراكي” – القرعاوي على تأمين حاصلين وكسر، أو كسب الحاصل الثالث اذا ما ارتفعت نسبة الاقتراع في الشارع السني، وبالتالي ربما يكون الفوز بالمقعد الماروني من نصيبها.
أما لائحة “الغد الأفضل” فتحاول الاستفادة من مقاطعة تيار المستقبل للانتخابات وتراجع التصويت السني لدى قاعدة “المستقبل” لكسب 3 حواصل، وعينها على الحاصل الرابع. الكباش داخل اللائحة كبير بين الفرزلي ومارون، فالفرزلي المدعوم من الرئيس نبيه بري تمكن من الحصول على 4899 صوتاً في انتخابات 2018 محافظاً على ترتيب متقدم في لائحته، وأمامه تحدّي الحفاظ على هذا الترتيب في ظل حديث عن توجه لدى الحزب لدعم مارون بأصوات تفضيلية لتعويمه.
حجز الفرزلي لمقعده وإصرار بري عليه، سيضع مرشح “الوطني الحر” رهن قدرة هذه اللائحة على الحصول على حاصل رابع أو كسر أعلى، الأمر الذي سيكون صعباً إذا ما نجحت لائحة الاشتراكي – القرعاوي بحشد الأصوات ورفع نسبة الاقتراع، لا سيما في الشارع الدرزي كما في شارع تيار المستقبل الذي سيشكل حتماً رافعة لهذه اللائحة ويقطع الطريق على الحاصل الرابع للائحة المقابلة.
المعركة محتدمة على مختلف الجبهات، ولا شك ان الأصوات التي ستحصل عليها اللوائح الأخرى، والمقدّرة بحوالى 11 ألف صوتا، ستؤدي بعد حسمها من إجمالي عدد المقترعين الى انخفاض الحاصل. فأصوات الحزب ووجهتها ستكون مقررة حكماً على خط اللائحة المدعومة من قبله، في حين يراهن حزب “القوات” على أن يصنع الصوت “القواتي” فرقاً.