مغامرات ومغارات باسيل… انبطاح واستزلام
لم يتسلّم التيار الوطني الحر وزارة إلا وقام بتسخيرها من أجل مصالح رئيسه النائب جبران باسيل، من صفقات وبواخر وزارة الطاقة، إلى التوظيف العشوائي في الاتصالات، وصولاً إلى وزارة الخارجية وتحويلها إلى مغارة تعج بالسفراء المستزلمين الذين يحاولون تشتيت أصوات المغتربين في الانتخابات النيابية.
لم يعتد باسيل يوماً القتال بسواعده، وعندما لجأ إليها، سقط في الانتخابات مرتين، فأتى قانون الانتخاب وانقذه. وفي الوزارات، قام رئيس الجمهورية ميشال عون بتعطيل تشكيل الحكومات من اجل تعيينه وزيراً. ومن داخل التيار، قام بإقصاء “المناضلين” لتمهيد طريق رئاسة التيار أمامه. واليوم في الانتخابات، وبعدما أصبح باسيل مترهّلاً شعبياً، ها هو يقاتل بـ”عضلات الحزب” ويتسول ويستجدي المقاعد النيابية.
ووفقاً لـ”نداء الوطن”، سقطت “ورقة التوت” عن عورات العهد السلطوية، بعدما استنفد باسيل كل أوراقه في محاولة إجهاض استحقاق الخامس عشر من أيار، بات من الواضح أنّه قرر أن ينقل “بارودة” المعركة الانتخابية من كتف مواجهة الخصوم إلى كتف التصدي للناخبين أنفسهم، لا سيما في أقلام الاغتراب حيث أخفق في حصر مفاعيل تصويت المغتربين في ستة مقاعد قارية، فبدأت في ضوء ذلك وزارة الخارجية “لصاحبها جبران باسيل”، في حياكة “حبكة جهنمية” لتشتيت الصوت المغترب في سبيل تقليص حجمه وثقله في صناديق الاقتراع.
وفي السياق، أوضحت مصادر “القوات” لـ”نداء الوطن” أنّ وزارة الخارجية دأبت خلال الفترة الأخيرة على “تكرار المحاولات الرامية الى تقييد حقّ المغتربين اللبنانيين بالاقتراع وتصعيب عملية تصويتهم من خلال إجراءات جائرة وخارجة عن القانون، سواءً من خلال تشتيت أصوات المنطقة الواحدة والقرية الواحدة والعائلة الواحدة على عدّة أقلام اقتراع تبعد عن بعضها مسافات كبيرة، مما يصعّب عملية الاقتراع، أو عبر تمنّعها عن تسليم قوائم الناخبين لأصحاب العلاقة مما يمنعهم من معرفة عدد المندوبين المطلوبين لكل مركز من مراكز الاقتراع، وصولاً إلى ابتداع طرق جديدة لاعتماد مندوبي المرشحين في أقلام الاقتراع الاغترابية بشكل يجعل توكيلهم من قبل المرشحين عملاً شاقاً إن لم يكن مستحيلاً”.
وعلم في هذا السياق أنّ نواب تكتل “الجمهورية القوية” سيطالبون بعقد جلسة عامة لمجلس النواب بغية مساءلة وزير الخارجية والمغتربين حيال أدائه إزاء عملية إدارة أقلام اقتراع المغتربين وطرح الثقة به.
تزامناً، تقول أوساط مقرّبة من معراب لموقع القوات اللبنانية، باشر رئيس “القوات” سمير جعجع، منذ أيام، حملة قوية ضد اداء بعض القناصل والسفراء في الخارج، المحسوبين على رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، مسلّطاً الضوء على اجراءات غريبة عجيبة، يتّخذونها، لا تهدف سوى الى جعل عملية تصويت اللبنانيين أصعب وأكثر تعقيداً، خاصة في الدول التي تشير الارقام فيها الى نقمة واضحة كبيرة على اداء العهد وحزبه، ومنها استراليا والولايات المتحدة.
وتكشف مصادر وزارية، لموقع القوات اللبنانية الالكتروني، عن ان رئيس الحكومة سيشرف شخصياً ومن كثب على هذه القضية، وسيحرص على ايجاد الحلول العملية لها، بما يعيد الامور الى نصابها ويسهّل اقتراع المنتشرين، لا العكس. واذ لا تخفي وجود تدخلات “حزبية” في هذا الملف، تلفت الى ان ميقاتي ومولوي أكدا في اجتماع السراي على ضرورة ايلاء المصلحة الوطنية، لا الحسابات الفئوية، الاولويةَ، في التعاطي مع التحضيرات للاستحقاق، سواء في الداخل او في الانتشار.
غير ان “القوات”، وفق الاوساط المقربة منها، ستبقى متأهبة، ترصد مسارات المعالجة الرسمية المفترضة، وبالمرصاد لاحباط مساعي العهد وتياره المتواصلة لتطويق الصوت الاغترابي، بعدما فشلت خططهما لحصره بـ6 نواب لا اكثر. لقراءة المقال اضغط على هذا الرابط: خاص ـ “القوات” تحمي “الصوت المغترب” واستنفارُها يوقظ الدولة
وفي الغضون، يستقوي باسيل في مواصلته لحملاته على رئيس مجلس النواب نبيه بري بعضلات الحزب وهو يحاول توظيفها في الشارع المسيحي لعله، كما يقول مصدر سياسي لـ”الشرق الأوسط”، يستعيد جمهوره في الشارع المسيحي بعد أن أخذ يتراجع ليتمكن من إعادة تعويم نفسه، على الرغم من أنه يدرك أنه يسعى للتعويض عن خسارته لعدد من المقاعد النيابية بضمان فوز تياره السياسي بمقاعد رديفة في الدوائر الانتخابية ذات الثقل الشيعي فيها لثنائية الحزب وحركة أمل.
كما أن باسيل يجيز لنفسه، كما يقول المصدر السياسي، ما لا يجيزه لغيره باعتماده على صوت الناخب الشيعي في دوائر بعلبك – الهرمل، زحلة، البقاع الغربي – راشيا، بيروت الثانية وصولاً إلى بعبدا – المتن الجنوبي لردم الهوة الانتخابية التي يمكن أن يتضرر منها بتمرد الحرس القديم في التيار الوطني الحر على باسيل واستعداده لخوض المعركة الانتخابية على لوائح بعضها يتشكل من القوى الثورية والتغييرية.
ناهيك عن أن باسيل يحاول حشر الحزب في الزاوية بذريعة أنه الحليف المسيحي الوحيد له، وأن لا مصلحة للحزب بالتفريط بعلاقته به؛ لأن البديل سيكون حزب القوات اللبنانية الذي يخطط الحزب لمحاصرته باعتباره يشكل رأس حربة في تصديه لسلاحه في الداخل، مستقوياً في نفس الوقت بتناغم رئيس الجمهورية ميشال عون مع مواقفه التصعيدية؛ لأنه يؤمن له استمرارية إرثه السياسي فور انتهاء ولايته الرئاسية.
وفي سياق منفصل، طرأ تطور لافت على صعيد قضية تفجير مرفأ بيروت، إذ اعتقلت تشيلي مطلوباً للأنتربول بموجب مذكرة من السلطات اللبنانية، اشتباها بإدخاله نترات الأمونيوم التي أحدثت أكبر تفجير غير نووي بالتاريخ قبل 20 شهراً في مرفأ بيروت، وكانت حصيلته نكبة جماعية، قضى فيها 215 شخصا، ونالت الجروح والتشوهات من 6500 آخرين، وشمل الدمار والخراب أحياء بكاملها في المدينة.
والمعتقل الذي تم اعتراضه حين وصل الى مطار Arturo Merino Benitez الدولي في العاصمة التشيلية سنتياغو أمس، هو البرتغالي Jorge Moreira البالغ 43 سنة، وفقا لـ”العربية.نت”.
وذكرت وسائل إعلام تشيلية أن السلطات وضعته بالتنسيق مع الأنتربول على طائرة أخرى نقلته في اليوم نفسه الى مدريد، باعتبارها المدينة التي وصل منها.