التحذيرات التي أشار إليها رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط من مخاطر هيمنة فريق الممانعة على القرار السيادي وأخذ لبنان رهينة لدى المحور الايراني السوري، تتلاقى بشكل أو بآخر مع رسالة البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي التي أطلقها في عظات عيد الفصح المجيد ودعوته اللبنانيين للمشاركة الكثيفة في الانتخابات من أجل استعادة الأكثرية النيابية وضرورة رفع هيمنة الحزب عن لبنان، ليكبر هذا الخط الوطني ويتكرّس أكثر في هذه اللحظة المصيرية والتي من الممكن أن لا تتكرر عشية الانتخابات لإثبات هوية لبنان ومنع خطفه من جديد.
ولفتت مصادر مراقبة عبر “الأنباء” إلى أن الخوف على لبنان من قبل سيد بكركي ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي هو القاسم المشترك بين الرجلين الكبيرين بعد ما أصبح مكشوفاً أن الحزب يخوض الانتخابات هذه المرة تحت عنوان حماية سلاحه، وهي المرة الاولى التي يخوض الحزب الانتخابات تحت هذا العنوان الملتبس الذي يخفي في طياته العديد من العناوين المبهمة، في حين أنه كان في الدورات السابقة يستخدم مصطلح حماية المقاومة، مضيفة “هذا التبدل في المواقف والدخول السوري على إعادة تصويب بوصلة حلفائه الانتخابية والتبديل في أسماء مرشحيه والتمسك بالصقور على حساب من يصفهم بالحمائم من أجل تحقيق الفوز في الانتخابات ودخول الأمين العام للحزب حسن نصرالله على خط تلطيف الأجواء بين الحليفين اللدودين رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل ورئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية وإعلان الأول عن زيارته إلى سوريا قبل موعد الانتخابات والاستقبالات التي تتم في السفارة السورية في اليرزة لعدد من حلفاء الصف الثاني، كلها إشارات تدل على ان هذه الانتخابات مختلفة جداً عن سابقاتها وخصوصاً تلك التي أنتجتها تسوية الدوحة، وقد تصل ربما في حال تمكن الحزب من الفوز بالاكثرية النيابية الى إلغاء الطائف وطرح المؤتمر التأسيسي الذي يهوّل به بين الحين والآخر”.
ورأت المصادر أنه ليس صدفة أن تلتقي هواجس البطريرك مع هواجس المختارة في الخوف على الكيان وهي ليست المرة الاولى التي يلتقيان فيها للدفاع عن لبنان، فإذا كان الراعي يتحدث في العموميات فإن جنبلاط قد سمّى الأمور بأسمائها، متخطياً حواجز الخوف مجدداً، معلناً أنه “بالأكثرية النيابية نفرض كلمتنا.. فهل يقتلوننا؟”.