تخطَّت الأزمة الاقتصادية في لبنان حدود الوقت والمنطق والمعقول ودفعت بعددٍ كبير من المواطنين الى التخلّي عن الكثير من الأمور والمُقتنيات الماديّة في حياتهم بهدف الصّمود، وقد وصل الأمر بالبعض الى التخلّي عن أجزاء من أجسادهم مقابل المال!
انتشرت الكثير من القصص الحزينة في لبنان عن أمّهات أقدَمنَ على بيع قطع من المجوهرات وبعض الأثاث في المنزل بهدف الحصول على المال لإطعام أفراد عائلاتهنّ، ولكن اشتداد الأزمة دفع ببعض السيّدات الى التخلّي عن أجمل ما في مظهرهنّ مقابل بعض الأوراق النقدية، شعرهنّ!
روى مُصفّف شعر نسائي لموقع mtv قصّة حزينة عن أمٍّ قصدته بهدف قصّ شعرها وبيعه لإطعام أطفالها الثلاثة: “في زمٍن بات فيه المظهر الخارجي للمرأة من الأمور الاساسيّة بالنسبة إليها والتي تصرف عليها الكثير من الأموال، لم أكن أتخيّل أن تطلب مني سيّدة أن أقصّ شعرها الجميل مقابل حصولها على بعض الدولارات كانت بـأمسّ الحاجة لها”، لافتاً الى أنّ “الطّلب على الشّعر الطّبيعي كبير في سوق مُصفّفي الشّعر نظراً لرغبة عدد كبير من النساء بزيادة الكثافة في شعرهنّ، لذا فإنّ الأسعار مُرتفعة وبالدولار، ويصل مبيع 100 غرام من الشعر الطبيعي الى حوالي 250 دولاراً، والأسعار تختلف بحسب الطول والكثافة ونوعيّة الشّعر، وهذا ما يُفسِّر إقدام بعض السيّدات على بيع شعرهنّ”.
حادثة أخرى مُشابهة تحدَّث عنها المُصفّف لموقعنا: “قامت أمٌّ في بلدة بقاعيّة بقصّ شعر ابنتها الصّغيرة وبيعه بـ50 دولاراً فقط لسيدة أخرى لأنها كانت بحاجة للمال لتشتري الطعام، وقد تكون هذه القصّة من الأكثر القصص الحزينة التي شهدتُها في عملي”، كاشفاً أنّ “عدداً كبيراً من المجموعات تنشط بشكل خاص في البقاع حيث التواجد الأكبر للنازحين، ويقوم أفراد من هذه المجموعات بقصّ شعر نازحات من مختلف الأعمال مقابل أسعار زهيدة جداً لتُباع لاحقاً بمئات الدولارات”.
ويُضيف: “تصلُ أيضاً كميّات من الشّعر من سوريا حيث تنشط هذه التجارة هناك أيضاً، وهناك من يقوم بقصّ شعر سيّدات وفتيات مُقابل مبلغ زهيد، لتصل الى لبنان وتُباع بأسعارٍ خياليّة”، مُعتبراً أنّ “ما يحصل هو نوعٌ من الاستغلال”.
تجارةٌ غريبة ازدهرت بفعل الأزمة الاقتصادية، ومع هذه القصص الحزينة، هل تُجبر الأوضاع الصّعبة البعض على بيع أعضائهم مُقابل المال؟