من معراب إلى لبنان… كل الخير
لا تتوانى القوات اللبنانية عن تقديم نماذج صالحة للجمهورية القوية في كافة الميادين وتبعث الطمأنينة والأمل في نفوس اللبنانيين والثقة في القدرة على إنهاء الوضع الشاذ مهما بلغت الصعوبات والتحديات، في الشارع، في المؤسسات، في الضمائر حتى ولو من طرف واحد فرسالتها تشمل جميع الأطراف إيماناً منها بأن لبنان لا يكون بخير إذا لم تكن جميع المكونات بخير.
القوات اللبنانية وإن كانت تؤمن بالأحجام ولكنها لا تملك نهجاً إلغائياً كما أنها لا تقبل إلغاءها، المشهد في معراب خلال الإحتفال الإنتخابي المركزي يمكن لكل لبناني أن يجد نفسه في إطاره العام سواء من خلال الكلمات أو الصورة الجامعة، ولا يخفى أن الغالبية العظمى من اللبنانيين قد تابعوا وقائعه كما لا يخفى أن موجة تأييد عارمة تجتاح الرأي العام اللبناني الذي يريد الدولة والمؤسسات، إلى جانب موجة استهداف لكل من لا يريد الدولة ولا مؤسساتها ويعمل على تدميرها ودفنها وتيئيس دول العالم من الإنخراط في مساعدة النموذج اللبناني على النهوض وكسر الصورة العبثية التي تحرص هذه المنظومة المأزومة على تظهيرها للخارج تسهيلاً لرفع يد أصدقاء لبنان عنه تمهيداً لوضع يد النظام الإيراني على بؤرة إسمها لبنان وصورتها طهران.
أتساءل أحياناً، هل فعلاً يجب على القوات اللبنانية أن تخوض حملة انتخابية لإقناع الرأي العام اللبناني بالتصويت لها ومنحها ثقتهم المكتسبة بالممارسة، فعلاً هل يجب أن نشير إلى أن الإقتصاد اللبناني الذي بُنِيَ على أساس هونغ كونغ انهار عندما تحول لبنان إلى هانوي، هل علينا أن نتكلم عن الكهرباء والجوع وأموال المودعين وقوارب الموت وانفجار المرفأ واستنسابية القضاء وزبائنية التوظيف وارتهان التيار الوطني الحر لولي أمره “ح ز ب الله” المرتهن بدوره لولي أمره في طهران، في مواجهة “إنجاز” سد المسيلحة؟
ماذا حققت الأكثرية؟ لقد منعت الأكثرية السيادية الإنهيار على الرغم من المآخذ على أدائها وتنازلاتها بدليل ما يحدث اليوم في ظل أكثرية محور الفساد والسلاح. ما الذي يمكن أن تحققه الأكثرية الجديدة؟ إذا كانت أكثرية ممانعة، ها هو النموذج أمام أعيننا، استمرار الإنهيار، ورفض المؤسسات الدولية مد يدها للبنان المثال على ذلك الوعود التخديرية من خطة التعافي إلى الغاز من مصر والكهرباء من الأردن وبناء معامل إنتاج الطاقة على سبيل المثال لا الحصر والتي لم ينفّذ منها شيئاً لعدم ثقة المؤسسات الدولية بالسلطة القائمة.
أما في ظل أكثرية سيادية جديدة، فالآفاق الدولية ستفتح على مصراعيها، وتبدأ خطة تعافي جدية مترافقة مع خطوات إصلاحية هائلة رأينا بشائرها في الفترة الزمنية القصيرة التي شاركت فيها القوات في الحكومة، السلاح غير الشرعي لن يزول في 16 أيار طبعاً، ولكن التوازن السياسي سيحد من فلتان هذا السلاح وهيمنته، وسيتعاظم دور الدولة ليقضم من دور الدويلة، أعود للتذكير بالأكثرية السيادية السابقة والتي ستكون هذه المرة أشد إصراراً على رفع وهج السلاح عن صدور اللبنانيين بعد معاينة المآسي التي تسبب بها وفشل محور الممانعة في الحكم.
الإستسلام لن يصلح أمورنا، والإنهيار لن يتوقف من تلقاء نفسه، والمواجهة لا تكون بالإعتكاف، والدواء يبدأ بصوت وينتهي بوطن، والقوات اللبنانية هي الأقدر اليوم وبلا منازع ومن دون غرور، ومن يشك بهذا الأمر ليسأل “ح ز ب الله” عن رأس الحربة في مواجهة مشروعه.