انتقد رئيس الحكومة اللبنانية، نجيب ميقاتي، في مقابلة مع قناة “الحرة” موقف الدول الغربية التي تنقل ما وصفه بـ”الرسائل التدميرية”، مؤكدا أن بلاده مستعدة لتنفيذ القرارات الدولية والانخراط في جهود دبلوماسية لحل الصراع مع إسرائيل.
وقال ميقاتي خلال المقابلة التي أجراها برنامج “المشهد اللبناني”، ستبث لاحقا الاثنين،: “موقفنا بعد السابع من أكتوبر أننا طلاب استقرار دائم على الحدود مع فلسطين المحتلة، ونريد استقرارا دائما ووضع سلمي في المنطقة. هذه رسالتنا للجميع”.
ومنذ اندلاع الحرب بين حماس وإسرائيل في السابع من أكتوبر، تشهد الحدود اللبنانية الإسرائيلية تبادلًا يوميًا للقصف بين الحزب والجيش الإسرائيلي، وشهدا تصعيدا خلال الأيام الماضية، لا سيما بعد أن قتلت ضربة صاروخية إسرائيلية، وفق حماس والحزب والسلطات اللبنانية، القيادي في الحركة الفلسطينية صالح العاروري في الضاحية الجنوبية لبيروت.
واتهم ميقاتي إسرائيل بأنها تريد تدمير لبنان قائلا: “لسوء الحظ أننا عندما نقول تعالوا نحل دبلوماسيا، تأتينا الرسائل بأننا نريد أن ندمر. فإذا كانت لديكم هواية التدمير، وأنا قلتها لعدة موفدين أتوني من الخارج، إنني أستغرب أنكم تنقلون هذا النوع من الرسائل”.
وأضاف: “نحن نقول إننا مستعدون لحل دبلوماسي وأن نحكي (نتحدث) سويا حتى نضع حلا طويل الأمد من الاستقرار في هذه المنطقة”.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، حذر في نهاية الشهر الماضي، من أن الحزب “سيعاني من ضربات لم يحلم بها إذا صعد هجماته”.
وحمل المتحدث العسكري الإسرائيلي دانيال هاغاري الحكومة اللبنانية واللبنانيين المسؤولية عن أفعال الحزب”.
وقال في تصريحات في نوفمبر الماضي: “لدى الجيش الإسرائيلي خطط عملياتية لتغيير الوضع الأمني في الشمال. لن يظل الوضع الأمني كما هو في الشمال حيث لا يشعر السكان بالأمان عند العودة إلى منازلهم”.
وقال ميقاتي: “نسمع التحذيرات التي تخرج، هل هي هواية تدمير، هل الدول الغربية التي تنقل هذه الرسائل داعمة لفكرة التدمير”.
وأضاف: “نحن رأينا نوعا من التدمير في غزة، هل هذا مقبول لدى الرأي العام العالمي الذي نحكي معه”.
وأكد ميقاتي أن “الحكومة اللبنانية مستعدة لعملية استقرار طويل الأمد في الجنوب اللبناني وشمال إسرائيل”، مضيفا: “نحن نقول ذلك لكل المبعوثين الذين يأتون إلينا”، واصفا تحقيق ذلك بأنه “غير صعب”.
وقال: “نحن كحكومة نلتزم بكل القرارات الدولية، وأؤكد اليوم أنني ألتزم بكل القرارات الدولية ذات الصلة بالصراع العربي الإسرائيلي بين لبنان وإسرائيل”.
وحذّر الأمين العام للحزب حسن نصرالله، الأربعاء، إسرائيل من شنّ حرب على لبنان، مؤكدا أن قتال الحزب حينها سيكون “بلا ضوابط” مضيفا أنه “اعتداء خطير على لبنان وشعبه وأمنه وسيادته ومقاومته”، مشددا على أنه “لن يمر من دون رد وعقاب”.
واعتبر ميقاتي أن الحزب يضطر أحيانا للرد على الانتهاكات الإسرائيلية، ولديه موقف من الحرب المستمرة في غزة.
وقال: “يحدث أحيانا نوع من الانتهاكات ونوع من الاستفزاز لبعض مواضيع يضطر حينها الحزب للرد، لكن أنا مع تطبيق الاتفاقيات الدولية بكاملها، بما يشمل ذلك من ضمان أمني بوجود القوات الدولية وتعزيز دور الجيش اللبناني ضمن القرار 1901”.
وأكد أن “العملية واضحة تماما. يمكننا حل الأمور بطريقة دبلوماسية حتى نتفادى المزيد من الأضرار والأرواح”.
وطالب ميقاتي مرارا في مقابلته مع الحرة بتنفيذ القرارات الدولية “على الجميع”، بما فيها “اتفاق الهدنة لعام 1949، والانسحاب من الأراضي اللبنانية المحتلة”.
وقال: إن “قرار السلم بيد الحكومة اللبنانية أما قرار الحرب فبيد إسرائيل التي تقوم بهذه الاستفزازات الدائمة للجنوب اللبناني والانتهاكات الجوية والبرية والبحرية للبنان. إذا أردنا تطبيق القرارات الدولية فيجب تطبيقها على كل الأطراف”.
ومنذ بدء التصعيد عبر الحدود، قتل 182 شخصا في لبنان، بينهم 136 عنصرا من الحزب، وفق حصيلة جمعتها فرانس برس.
وأحصى الجيش الإسرائيلي من جهته مقتل 14 شخصاً بينهم تسعة عسكريين.