اكتشف علماء الفلك نوعاً غير معروف سابقاً من الانفجارات النجمية يُدعى “ميكرونوفا” يتضمّن انفجارات نووية حرارية في المناطق القطبية لنوع من النجوم المحترقة يُسمّى القزم الأبيض بعد سحب مادة من نجم مصاحب.
وقال الباحثون، اليوم، إنّ الـ”ميكرونوفا” هي النوع الأقلّ قوّة من الانفجارات النجمية المعروفة الآن، إذ تُعَد أقلّ نشاطاً من الانفجار المعروف بنوفا (المستعر) الذي يحدث عندما ينفجر سطح القزم الأبيض بالكامل ويكون صغيراً مقارنة بالسوبرنوفا (المستعر الأعظم) الذي يحدث في أثناء موت بعض النجوم العملاقة.
وتم ملاحظة الـ”ميكرونوفا” من الأرض على شكل ومضات من الضوء تستمر حوالي عشر ساعات. وتم توثيقها على ثلاثة أقزام بيضاء، واحدة على بعد 1680 سنة ضوئية من الأرض، وواحدة على بعد 3720 سنة ضوئية، وواحدة على بعد 4900 سنة ضوئية.
والسنة الضوئية هي المسافة التي يقطعها الضوء خلال سنة، وتعادل 9,5 تريليون كيلومتر.
وقال عالم الفلك سايمون سكارينجي، من جامعة “دورهام” في إنكلترا، وهو الباحث الرئيسي في الدراسة المنشورة في دورية “نيتشر”: “كان الاكتشاف مفاجأة غير متوقّعة. لقد أظهر مدى ديناميكية الكون. هذه الأحداث سريعة ومتقطعة. العثور عليها يتطلب النظر إلى المكان المناسب في الوقت المناسب”.
وتنتج الأقزام البيضاء، التي تُعَد من بين الأجسام الأكثر كثافة في الكون، عن انهيار قلب نجم محتضر. ولدى الأقزام البيضاء كتلة الشمس ولكن قطرها يقارب حجم الأرض. ومعظم النجوم، بما في ذلك الشمس، مقدّر انتهاء وجودها بهذا الشكل.
والـ”ميكرونوفا” تُشبه “نوفا”، وهو انفجار نووي حراري يبتلع سطح قزم أبيض بالكامل. وفي حالة نوفا، يفتقر القزم الأبيض إلى مجال مغناطيسي قوي مِمّا يعني أن الهيدروجين المسروق من النجم المرافق يتم توزيعه عالميّاً بدلاً من تركزه عند القطبين.
وقال سكارينجي إنّ ظاهرة “نوفا” يمكن أن تدوم لأسابيع أو شهور، وتحترق من خلال كتلة أكبر بمليون مرة من “ميكرونوفا”.
واكتشف الباحثون الـ”ميكرونوفا” عند تحليل البيانات من تلسكوب تيس الفضائي التابع لـ”ناسا”. واستخدم الباحثون التلسكوب الكبير جدّاً التابع للمرصد الأوروبي الجنوبي ومقره تشيلي لتأكيد أنّ الانفجارات شملت أقزاماً بيضاء.
ومن بين بعض الأنواع الأخرى من الانفجارات النجمية “كيلونوفا”، وهي ظاهرة تحدث عندما يندمج اثنان من النجوم النيوترونية أو نجم نيوتروني وثقب أسود، و”هايبرنوفا”، وهي نوع من الـ”سوبرنوفا” التي ينفجر فيها نجم ضخم في نهاية دورة حياته وينهار ليشكّل ثقباً أسود.