نحنا ما بدنا وما فينا

تنضم كل يوم وجوه سوداء جديدة إلى الوجوه الصفراء والبرتقالية في استحضار روايات باهتة مرّ عليها الزمن الغوبلزي الذي لو كان حياً لوصفها بأنها إهانة إلى بروباغندا الكذب قبل أن تكون إساءة إلى الحقيقة. تلك الحملات السخيفة المتنقلة جنوباً وبقاعاً وشمالاً، ساحلاً وجبلاً والتي لا تشبه إلا صفات مطلقيها وسنحات البلاهة على وجوههم وسمات التفاهة في عقولهم وصفات الخبث في قلوبهم، فيما تغرّد القوات اللبنانية خارج سرب إفلاسهم وتحلّق فوق أضغاث أحلامهم في شيطنتها وإلغاء وجودها وإنكار حضورها.

نحنا ما بدنا وما فينا نترك الشعب المغلوب على أمره أو نتجاهل المآسي للتوقف طويلاً عند كرامي وحرفوش وعبيد هنا، أو عند جبران وسيزار وندى وغسان هناك، ولا عند أقبية حسن وعملائه الصغار من حمدان إلى السيد، وصولاُ إلى الأسد وسائر الحيوانات المتوحشة التي عاثت وتعيث في البلاد خراباً ودماراً ونهباُ وإفلاساً.

نحنا ما بدنا وما فينا نعيش في عتمتهم فنحن أبناء النور.

نحنا ما بدنا وما فينا نبرر وطنيتنا لعمالتهم.

نحنا ما بدنا وما فينا نقارن نزاهتنا بفسادهم.

نحنا ما بدنا وما فينا نتخلى عن مبدئيتنا لمجاراة استنسابيتهم.

نحنا ما بدنا وما فينا نشوّه تاريخنا لا بتاريخهم ولا بحاضرهم.

نحنا ما بدنا وما فينا نترقوص عالشاشة لإرضاء سخافتهم.

نحنا ما بدنا وما فينا نتجاوز مآسي الناس بتخديرهم وتضليلهم.

نحنا ما بدنا وما فينا نوهم الشعب بالأحلام الوردية.

نحنا ما بدنا وما فينا نصير مثلهم.

القوات اللبنانية ستبقى في طليعة الرافضين لهذه المنظومة والمدافعين عن الشعب وحمل آلامه وإنعاش آماله بالتغيير نحو الأفضل وليس نحو المجهول، نحن نسمعكم أيها اللبنانيون وندرك حاجاتكم ونعيش بينكم ونتشارك أوجاعكم، لن نتغيّر ولن نتلوّن ولن نخون الأمانة والقضية التي عشنا واستشهدنا واعتُقلنا من أجلها، لبنان للجميع حتى أولئك المضللين منهم.

ثقة اللبنانيين بالقوات تتعاظم مع كل تهمة واضطهاد ومذمّة تأتي من ناقص، ثقوا أيها اللبنانيون أن ثقتكم بالقوات في محلها، وهي لن تخذل أصواتكم وهي حريصة وأمينة ومسؤولة تجاهكم، يحاولون إبعادنا لاستعبادكم، ولكنهم عبثاً يحاولون.

زر الذهاب إلى الأعلى