نصر الله يُضعف حليفيه:باسيل وفرنجية أديا فروض الطاعة؟

شرّع الإفطار الذي جمع فيه أمين عام الحزب حسن نصر الله، حليفيه الوزير السابق سليمان فرنجية والنائب جبران باسيل، حملة سياسية ضخمة رُفعت بوجه الحزب وحليفيه، وصولاً الى اعتبار الطرفين المسيحيين “يقدمان فروض الطاعة لنصر الله”.

ومع أن هذا التقدير مبالغ به، بالنظر الى ان اللقاء كان “لقاء مصالحة” مُعلن بين الطرفين، إلا ان دلالاته السياسية تتخطى قدرة “الحزب” على الاحاطة بتداعياتها في هذه الظروف. فما ظهر هو أن الحزب يستجمع قواه المسيحية لمرحلة جديدة في المستقبل، ويطوق المواجهات داخل المحور الذي يرعاه، فيما يراه المسيحيون سحباً لهم الى محور لا يلتقون معه عقائدياً، ولا يمكن مواجهة ذلك الا في صناديق الاقتراع.
قد تتشابه تداعيات لقاء المصالحة في الشارع المسيحي، الى حد كبير، مع تداعيات “الخطأ” الانتخابي الذي ارتكبه نصر الله عشية انتخابات العام 2009 وأدى الى خسارة محوره الانتخابات، عندما قال في احد تصريحاته الانفعالية إن “يوم 7 أيار هو يوم مجيد”، ما أثار حفيظة الناخبين السنة والدروز وحلفائهم المسيحيين في قوى 14 آذار، وأطاح بقدرة الحزب وحلفائه على الفوز بالانتخابات.

اليوم يبدو المشهد شبيهاً، ولو أنه محصور بالساحة المسيحية فقط. فتداعيات هذا اللقاء الآتي بعد انجاز القوائم الانتخابية، ستطاول الساحة المسيحية بشكل خاص، وستؤثر حكماً على الناخب المسيحي غير المحزب، وتبعده عن التصويت لحلفاء الحزب. بذلك، تتعرض خطة الحزب الذي يخوض معركة حلفائه الانتخابية، لانتكاسة، حتى لو استطاع الاحتفاظ بمقاعده النيابية.

ويرى المعلقون المسيحيون في مواقع التواصل، أن إرادة نصرالله جمعت باسيل وفرنجية في محاولة واضحة “لرص صفوف الحلفاء” على أعتاب الانتخابات النيابية.

عبر البعض عن استهجانهم، ورأوا في الاجتماع “إعلاءً للمصلحة الشخصية والانتخابية على المصلحة الوطنية والضرب بعرض الحائط كل الاتهامات السابقة التي ساقها الرجلان ضد بعضهما البعض”.

يطمح فرنجية وباسيل لرئاسة الجمهورية اللبنانية بعد انتهاء عهد ميشال عون. في الانتخابات الرئاسية السابقة، كان باسيل قد انسحب لمصلحة عون بناء على تمنٍّ من نصرالله الذي دعم عون، واليوم يرى فرنجية أن دوره قد حان لرئاسة الجمهورية فيما يحاول باسيل خلافة عمه الرئيس.

غير أن الرجلين يدركان جيداً أنهما لا يستطيعان الحصول على الرئاسة ولا على أي منصب آخر من دون دعم وموافقة نصرالله، القادر على تفعيل حق النقض (الفيتو) على أي مرشح للرئاسة، خصوصاً بعد الأحداث الأخيرة وفقدان باسيل لجزء كبير من شعبية التيار، وبعد أن أصبح الحزب بفعل سلاحه ونفوذه مؤثراً بالقرار السياسي في البلد.

وفي حين يهم الحزب التقارب بين الخصمين اللدودين في المرحلة الحالية ووضع الخلافات جانباً للمحافظة على أكبر قدر من الإمكان من المقاعد النيابية، بدا اللقاء بين الثلاثة وكأنما باسيل وفرنجية يقدمان فروض الطاعة لنصرالله قبيل الانتخابات النيابية والرئاسية للحصول على الرضا والدعم.

ناشطون في مواقع التواصل طالبوا الأحزاب والمجموعات المعارضة للحزب بالتوحد ووضع الخلافات جانباً إسوة بالأسلوب الذي ينتهجه الحزب، وذلك كي يشكلوا جبهة صلبة وموحدة بمواجهته. تصدر هذه الحملة، مسيحيون طالبوا “القوات اللبنانية” و”الكتائب اللبنانية” بتوحيد الصفوف للمواجهة.

كل الخلافات السابقة، وضعت جانباً بمجرد أن دعا نصرالله باسيل وفرنجية إلى الافطار، وعلى الأرجح فإن من يقرر نصرالله دعمه للانتخابات الرئاسية لن يلقى أي معارضة من الطرف الآخر، بالنظر الى ان أمين عام الحزب يمسك بخيوط اللعبة.

Exit mobile version