على الرغم من غدر عصابات الجريمة المنظّمة، والذي أدى إلى وقوع ثلاثة شهداء للجيش أثناء العملية الامنية في بلدة حور تعلا البقاعية، الّا أنّ الارادة العسكرية بملاحقة هؤلاء المجرمين الذين يدمّرون المجتمع لا سيما الأجيال الصاعدة تتعاظم، وصولاً إلى تحقيق الهدف الاسمى المتمثل بتنظيف البيئات اللبنانية من آفة المخدرات ومروجيها وتجّارها ومصنعيها.
الأبشع في ما حصل بعد الغدر بالجيش، هو أن ينبري البعض إلى محاولة التغطية على المجرمين، من خلال وضع القاتل والشهيد في ذات الخانة، من دون النظر إلى الحزن العميق الذي يعيشه أهالي وعوائل الشهداء، الأمر الذي دفع القيادة العسكرية وكعادتها إلى إحاطة العوائل بالرعاية والاحتضان، عبر التأكيد على الاقتصاص من الجناة، «وعدم الوقوع في حالة الترهيب التي يهدف من ورائها المجرمون إلى صرف النظر عن العمليات الأمنية والعسكرية التي لن تتوقف حتى إلقاء القبض عليهم وسوقهم إلى العدالة».
ما سمعه أهالي شهداء الجيش من القيادة العسكرية أنّ «دماء أبنائهم لن تذهب سدى، وهي حصّنت الأمن المجتمعي، وفدت الكثير من الشباب الذين ينساقون غيلة إلى شرك عصابات الجريمة المنظمة، ويتحولون تلقائياً إلى متعاطين ومروّجين للمخدرات، كما أنّ أولوية حماية العسكريين تتقدم على ما عداها، ولكن كون الغدر هو دين المجرمين، تمكنوا هذه المرة من تنفيذ جريمتهم بعدما ظهر القاتل على أنّه مدني مسالم لا يحمل سلاحاً ليسارع الى جلب السلاح من منزله ويطلق النار على العسكريين الثلاثة من الخلف ليرتقوا شهداء».
ويصف مصدر أمني عصابة حورتعلا بأنّها من «العصابات الخطيرة جداً، والتي لا يمكن التهاون معها، وملاحقة أفرادها المتبقين ستستمر، وتحديداً رأس العصابة الذي هرب إلى داخل الأراضي السورية».
وأوضح المصدر أنّ هذه العصابة الاجرامية يتزعمها المدعو زين العابدين نايف المصري مواليد العام 1972، وهو مطلوب توقيفه لاقدامه على اطلاق النار برفقة آخرين باتجاه دورية للجيش وإصابة عناصرها بجروح، وهو ناشط في مجال تجارة المخدرات ويرتبط بعدد كبير من المشبوهين، ومطلوب توقيفه بجرم القيام بأعمال السطو واطلاق النار وتجارة المخدرات، ولتورطه مع آخرين بحادثة اعتداء الفرزل بتاريخ 7 كانون الثاني عام 2021 ما ادى إلى استشهاد الرقيب أول شربل النعيمي، وهو يترأس مجموعة للقيام بأعمال السلب والسرقة وتجارة المخدرات، وبحقه خمسة بلاغات بحث وتحرٍ بجرم الاتجار بالأسلحة الحربية واطلاق قذائف «أر بي جي» باتجاه بلدة الخضر ما أدى إلى اصابة جدران مركز للجيش في البلدة. ويوجد بحقه 253 مذكرة توقيف بجرائم الاتجار بالمخدرات وتعاطيها وترويجها، وترويج عملة مزورة، واستعمال مزور وتزويرها، والاتجار بالأسلحة الحربية ونقلها وحيازتها، اطلاق النار من أسلحة حربية، السرقة، سرقة السيارات، شراء مسروق، تأليف عصابة، تزوير شيكات، سلب، حيازة مواد ممنوعة، وجناية تبييض أموال.
أما افراد عصابة زين العابدين الفارون فهم:
– السوري زكريا عطوي حجو، وبحقه 39 مذكرة توقيف بجرائم الفرار من السجن، الاتجار بالمخدرات وترويجها، تأليف عصابة، العثور على أسلحة وذخائر، تزوير، سرقة، سلب، سلب بقوة السلاح، تبييض أموال وترويج عملة مزورة.
– السوري عبدو أحمد الحاجي، وبحقه 106 مذكرات توقيف بجرائم: الاتجار بالمخدرات وتعاطيها وترويجها، سرقة، تصريف مسروق، تأليف عصابة مسلحة، تهديد، سلب، احتيال، تبييض أموال، ترويج عملة مزورة، استيلاء على سيارة وسلب بقوة السلاح.
ويشير المصدر إلى «عصابة مماثلة بزعامة جعفر حسين المصري مواليد 1975، والمطلوب توقيفه لإقدامه على اطلاق النار باتجاه دورية للجيش واصابة عناصرها بجروح، وهو ناشط في تجارة المخدرات وتصنيعها والاتجار بالاسلحة الحربية، وبحقه 60 مذكرة توقيف بجرائم: الاتجار بالمخدرات وترويجها، محاولة قتل، احتيال، تزوير، مقاومة رجال السلطة، نقل أسلحة وذخائر حربية، اطلاق نار من سلاح حربي، الاتجار بالأسلحة الحربية وجناية. أمّا افراد عصابته الفارون فهم:
– رضا أحمد المصري المطلوب توقيفه لاقدامه على اطلاق النار في بلدة حورتعلا باتجاه مراكز الجيش أثناء شيوع مقتل ادونيس المصري، وبحقه 10 مذكرات توقيف.
– حمزة ذيب مظلوم المطلوب بجرم اطلاق قذائف «أر بي جي» باتجاه بلدة الخضر ما أدى إلى اصابة مركز الجيش، وبحقه 5 مذكرات توقيف بجرائم الاتجار بالمخدرات وترويجها.
– السوري عباس محمود خضور وبحقه 30 مذكرة توقيف بجرائم الاتجار بالمخدرات، اطلاق نار من سلاح حربي، اطلاق نار على الجيش اللبناني ونقل أسلحة وذخائر حربية.
ويؤكد المصدر أنّ «هؤلاء وغيرهم من المجرمين سيطالهم القصاص العادل، ومهما راهنوا على الوقت ليتسللوا من جديد إلى لبنان بعدما انتقلوا إلى الجانب الآخر من الحدود، فإنّ ذلك لا يعني أنّ عين الجيش ليست بالمرصاد، ولن تنفع تهديداتهم الصوتية للضباط والعسكريين ولا محاولات التهويل عبر مجموعة من المستفيدين من مالهم الوسخ».