يواصل سعر صرف الدولار منذ أيّام إنخفاضه، ومعه تنخفض أسعار بعض السلع ومنها اللحوم والدجاج والخضار والفاكهة والأجبان والألبان والمحروقات الى حد ما، أو بإختصار كلّ ما هو “مدولر”… فما العوامل التي تتحكّم بهذا الانخفاض، وهل باتت العملة الخضراء تتحرك وفق دورة شهرية محددة، يفنخفض سعر صرفها مطلع كلّ شهر ثمّ يعاود تحليقه منتصف الشهر حتّى آخره، وهكذا دواليك؟!
واذ يقف الدولار اليوم تحت عتبة الـ 100 ألف ليرة، يلفت الخبير الاقتصاديّ أنطوان فرح في حديث لـ “المركزية” الى أنّ أحد الأسباب الرئيسية والمباشرة التي تساهم باستمرار خفض الدولار حتى لو ببطء يمكن ملاحظته من خلال مراقبة منصة “صيرفة” التي يضخ عبرها المصرف المركزي الدولار في السوق، فإرتفاع الأرقام في الأيام الأخيرة، والتي قاربت الـ 90 مليون دولار يوميا، فيما كانت حركتها خجولة بداية وتتراوح بين الـ 30 الى 35 مليون دولار يوميا، تُشير الى أنّ هناك ضخّا اضافيّا للعملة الخضراء في السوق.
في المقابل، يتابع فرح، لا أرقام تكشف حركة الشراء لدى مصرف لبنان من الدولار في السوق، لكن من الواضح أنّ المركزي إما خفّض حركة شرائه للدولارات أو أوقفها كليا كي يخفض الضغط على العملة اللّبنانية، وتاليا هذا عامل ثان من شأنه أن يخفض سعر صرف الدولار.
هدفان أساسيان برأي فرح وراء تخفيض سعر صرف الدولار، أوّلهما النقاشات التي حصلت حول رواتب القطاع العام، فالاستمرار بخفض الدولار شكّل نوعا من الضغط على الموظفين ليقبلوا بتقاضي رواتبهم على سعر صيرفة 60 ألف ليرة، ومبدئيا هذا ما حصل.
أمّا الهدف الثاني، فهو محاولة تقليص الفارق بين سعر الدولار في السوق السوداء ومنصة صيرفة الرسمي كي يحد من تهافت الناس على تبديل الدولار عبر صيرفة ومن ثمّ السوق السوداء، ما يخفف الضغط على مصرف لبنان ومن خلفه الخسائر.
ويختم فرح، مؤكدا أن هذا الواقع قد يتبدّل في أيّ لحظة يقرر فيها مصرف لبنان ضخ الدولارات.