هذه أولويّة هؤلاء بعد الانتخابات!
يبدو واضحا لكل من يراقب العناوين السياسية التي تتصدر الساحة الداخلية ان عنوان “اعادة ربط لبنان بمحيطه العربي” سيكون من أبرز تحديات المرحلة المقبلة وسيعمل عليه فريق واسع من القوى السيادية والتغييرية في حال فازت بالاكثرية في الانتخابات وتمكنت من نزع هذه الغالبية من يد الحزب.
صحيح ان الاخير يركّز على القول ان الاستحقاق عنوانه “نزع سلاح الحزب نزولا عند رغبة الاميركيين وتنفيذا لأجندة غربية”، لكن في الواقع، وبحسب ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ”المركزية”، تحويل الحزب الى حزب سياسي أعزل ككل الاحزاب اللبنانية لا يأتي تنفيذا لاوامر احد بل تطبيقا لدستور الطائف، كما ان هذا الملف حاضر في المعركة الانتخابية الا انه ليس جوهرها. فلبُّها، يتمثل في رفع وهج هذا السلاح وتأثيراته السلبية، عن الحياة السياسية الداخلية، وفي إبراز موقف رسمي حازم وصارم رافض بوضوح، لفوقيّة وفائض قوة الحزب. فهذا السلوك “الاصفر” المعطوف الى صمتِ اعلى المرجعيات اللبنانية، أوصلا لبنان الى عزلة تامة وسلخاه عن محيطه ومداه الحيوي العربي – الخليجي.. وهذا ما ستعمل الاكثرية الجديدة في حال فوزها، على إصلاحه وترميمه.
الاحزاب والمجموعات والشخصيات السيادية والمعارضة للحزب كلها تضع هذا العنوان نصب عينيها وتصوّب بالمباشر على اداء الحزب عسكريا وسياسيا واعلاميا تجاه العرب وعلى التخاذل الرسمي واكتفاء اهل الحكم ببعض البيانات، وهي تؤكد بأن الامل معقود على الانتخابات لقلب هذا الواقع وتصويب البوصلة ورد القطار اللبناني الى السكة العربية الصحيحة، بعد ان جنح عنها وذهب نحو المحور الفارسي الايراني.
ويمكن القول ان بكركي رائدة في رفع لواء هذا المطلب، وقد حمله الى القاهرة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي حيث التقى امس أمين عام جامعة الدّول العربية أحمد أبو الغيط، وأوضح الراعي في المناسبة ان لبنان يبقى عضوا فاعلا في جامعة الدول العربية، مشيرا الى ان بيروت لا بد ان تلجأ للأصدقاء في ظل الصعوبات التي تمر بها. وشدد على ضرورة حياد لبنان حتى يمكنه القيام بدور واستعادة مكانته، مؤكدا أن انعزال لبنان عن محيطيه الدولي والاقليمي لا يرضي أحدا.
اما رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي فأعلن امس التزام الحكومة إعادة العلاقات بين لبنان ودول مجلس التعاون الخليجي الى طبيعتها، مشددا على” أن الاتصال الذي جرى بينه وبين وزير خارجية دولة الكويت الشيخ أحمد ناصر المحمد الصباح يصب في هذا الاطار”، وشدد على “ضرورة وقف كل الانشطة السياسية والعسكرية والامنية والاعلامية التي تمس سيادة المملكة العربية السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي وامنها واستقرارها والتي تنطلق من لبنان”.
هذا الكلام الايجابي والمشجع سيبقى كلاما نظريا ولن يتحقق الا اذا كانت الحكومة غير خاضعة لسيطرة الحزب وحلفائه.. فهل يعطي اللبنانيون اصواتهم للسياديين في ايار المقبل؟