ما يحدث في هذا الكوكب الصغير حفلة جنون وفولكلور تافه.
العلماء يقولون ان عمر الكون ١٣ مليار و ٤٠٠ مليون سنة، إذاً من نحن؟
يمر دولاب العمر على حياتنا كما الرزنامة التي نسقط اوراقها بيدنا كل يوم وكأننا نقول للغيب والموت نتقدم اليك بإرادتنا.
اما القدر يلعب لعبته فيتغلب علينا اما بالأمراض او بالمجهول.
علماء الفضاء يُطلقون على كوكب الأرض المأهول بازدحام لا يوصف (العلبة) نظراً لصغر حجمه امام الكواكب الأخرى والتي يبلغ عددها في اخر اكتشاف حوالي ٤١٢٦ كوكب!!
لقد مرت الآف السنين وطوت الأرض مليارات البشر ونحن ما زلنا نتقاتل ولم نأخذ درساً ممن غادروا هذه الحياة وتركوا كل ما يملكون من ترسانات مالية وأرزاق وحتى احلامهم في البقاء وتجديد وجودهم.
وحده الشر والحقد والغباء والتخلف يتنامى بشكل هستيري يُفسد سكان الأرض ويهدد المحبة والبشر المسالمين عشاق الحياة.
بعد سنوات نُصبح أرقاماً دون اسماء ومع مرور الزمن تطوي الأيام كل ذكر.
عندما نموت لا ينادونا بأسمائنا التي تصبح جثث، العائلة تتشعب في الزواج والأنجاب وبعد ثلاثة اجيال لم يعد معرفة كيف هي صلة النسب إلا عبر شجرة العائلة ويصبح اسمك مرادف للصدفة اذ وجدت!
ما تملكه يتم توزيعه عبر قرعة او محاكم تولدها الخلافات التافهة وغريزة التملك وكأن ذلك سيدوم الى الأبد!!
لو يتحرر العقل البشري من الطمع والأنانية والغرور لكان عمر الأنسان قد يطول اكثر، لأن معظم الناس والأكثرية منهم يُغادرون باكراً في امراض طارئة لأن قلوبهم مصدئة يسكن فيها الجهل والنميمة وتخلو من الحب!
لو يعلم الناس انهم مهما بلغوا في هذه الحياة من مراتب، اخيراً سيتحولون الى اسم صامت على قطعة بلاط.
هذا واقع الهروب منه نوع من الجبانة، هذا ليس استسلام انه المنطق الذي يحاكي الطبيعة البشرية ومواجهتها بعنفوان وصلابة الوجود.
لقد مر من قبلنا على هذا الكوكب اكثر من ١٠٠ مليار انسان اصبحوا تراباً مجبول بالألم والفراق وجه ابي واخي وأمي ذكر مقدس لا يحول ولا يزول.
دولاب العمر يمر بسرعة خيالية وسنين تطوى والعداد لن يتوقف، هنا كوكب الأرض كوكب الجنون المفرط حروب، وأسلحة دمار شامل، وقتل واغتصاب وفقر وأوبئة وتجارب نووية وأتجار بالبشر وأمراض فتاكة ومختبرات توزع فيروسات الموت البطيء، ومنجمين يخدعون الناس والشر يملئ كل القارات.
إذاً ( عيشنا عيش خيال فنل حظك منه قبل فوت الآوان ) ولا تقف في وجه فرحك مكتوف اليدين لأنك لن تأتي الى دنياكَ مرتين.
تمر سنة ٢٠٢٣ مثقلة بالهموم والمصائب والحروب لنستقبل عاماً جديداً فيه لغة الأرقام ٢٠٢٤ المجهولة بأيامها وما تخبئه من أسرار ومفاجآت طارئة.
والتعزية الكبرى التي تأخذنا الى ابعد حدود فيها حقيقة وجودنا وجوهر الأيمان بما قاله يسوع (مملكتي ليست من هذا العالم)