صحيح ان القوى المعارضة لا تزال تعلن تمسّكها بترشيح رئيس حركة الاستقلال النائب ميشال معوض لرئاسة الجمهورية، وقد قال رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع الاثنين عقب اجتماع تكتل الجمهورية القوية في معراب: مرشحنا معروف واسمه ميشال معوض، لذا عليك يا دولة الرئيس نبيه بري، ان تدعو الى جلسة مفتوحة حتى انتخاب رئيس، خصوصا انه بات هناك مرشحان هما معوض وسليمان فرنجيه”، غير ان مصادر سياسية معارضة تكشف لـ”المركزية” عن اتصالات تدور في كواليس هذا الفريق لمحاولة إيجاد اسم جديد قادر على حصد سكور اعلى من ذلك الذي يحرزه معوض.
المصادر تشرح ان الأخير جزء لا يتجزّأ من حركة المباحثات الجارية، وانه لا يتمسّك بترشيحه بل على العكس. فهو قال منذ لحظة ترشيحه الأولى انه “مرشّح مشروع” وليس مرشحا من اجل غايات شخصية، ومتى تم الاتفاق على اسم سواه يحمل المشروع عينه، فهو سيتنحّى من تلقاء نفسه وبكل طيبة خاطر، لصالح هذا المرشح.
بعيدا من الاضواء، المفاوضات جارية على قدم وساق، تتابع المصادر، لكن حتى الساعة، لم يظهر اي اسم قادر على الخرق، ومن هنا، لا يزال معوض مرشح الفريق المعارض.
في الاثناء، تخلى رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، في شكل رسمي عن دعمه لمعوض وقد بات يعتبره مرشح تحدي. امس رأى في حديث صحافي أن المطلوب من بعض “كبار القادة” في لبنان أن يفهموا التغيرات في العالم والسير إلى الحد الأدنى من تسوية مقبولة، وعدم المراهنة على الفراغ الذي يعيد هاجس التقسيم. واعتبر أن سليمان فرنجية قد يكون مرشح تحدّ، كما أن ميشال معوّض مرشح تحدٍّ “وآن الأوان أن نخرج إلى صيغة توافقية”، واصفاً المقايضة بين الرئاستين بأنها “بدعة”.
لكن بينما الفريق المعارِض منفتح على البحث في كل الخيارات، بدليل الاتصالات الجارية في صفوفه.. هل تمكّن جنبلاط، الذي انتقد جعجع امس فردّ عليه الاخير، من إقناع الثنائي الشيعي بضرورة التنازل عن مرشّحه؟ وهل هو مستعد لهكذا خطوة؟ حتى اللحظة لا شيء يوحي بذلك. كل مواقف مسؤولي الحزب وحركة امل، تؤكد ان فرنجية مرشحها النهائي وتكرر انها لم تطرحه للتفاوض عليه، وهي تدعو الى الحوار مع الآخرين لكن مع حسمها المسبق بأن لا تخلي عن رئيس المردة. وقد قالها الرجل الثاني في الحزب نعيم قاسم منذ ايام، فشدد “على استحالة أن يكون طرح الحزب لاسم فرنجية “من أجل أن نحرقه”، مؤكداً “أننا لسنا من الجماعة الذين يلعبون على العواطف والمشاعر أو يستغلون بعض الأشخاص من أجل أن يكونوا معبراً لأشخاص آخرين. كلمتنا كلمة وموقفنا موقف وتأييدنا للوزير فرنجية لأنه جدير بالرئاسة، ونقطة على السطر”.
رغم الاتفاق السعودي – الايراني، لا يزال تموضع الثنائي على حاله، حيث يراهن على ان يرفع “تفاهم بكين” حظوظَ فرنجية، علما ان لا مؤشرات تدل على ان المملكة في وارد القبول بفرنجيةاو انه يتريث ترقبا لتداعيات الاتفاق عليه، فيتشدد علّه يحصّل بعض المكاسب في الوقت الضائع. وطالما ان الحزب والحركة على هذا التشدد، تتابع المصادر، فالشغور سيستمر، خاصة وان الرئيس نبيه بري يرفض التسليم باللعبة الديمقراطية ولن يدعو الى جلسة الا لانتخاب رئيس، والاصح، الا لانتخاب فرنجية، الامر الذي لن تستسلم له المعارضة…