اتساع الهوّة بين التيّار الوطني الحر والحزب، يدفع النائب جبران باسيل الى تموضع سياسي جديد، خصوصاً بعد تبني ترشيح الوزير السابق سليمان فرنجيّة الى رئاسة الجمهورية، فالامر ليس تفصيلا، بل أحد ابرز الاسباب للخروج من عباءة قوى الثامن من آذار بعد “التجربة غير الناجحة معهم”، وربما الدخول الى عالم سياسي جديد ومحور اقليمي آخر لضمان ما تبقى من حضوره السياسي، في وقتٍ يجزم فيه المراقبون، ان التغيير الاستراتيجي لرئيس التيّار، امر لا بد منه، بالتالي ضرورة التمهيد لعقد حلف جديد يستند اليه بعد علاقة طويلة مع الحزب دامت حوالي خمسة عشر عاما.
من هنا، إعادة ترتيب الاجندة العونيّة، لركوب قطار التغيير في ظل التطورات التي تشهدها المنطقة، بعد الزلزال السياسي عقب الاتفاق الايراني – السعودي، الذي سيحمل في طياته انقلابا في المواقف، بالتزامن مع حركة دبلوماسية – سياسيّة محليّة تتنقل بين مقرات القيادات السياسية، ومن المتوقع على هذا الصعيد ان يسعى باسيل جاهدا للخروج من التخبط والعزلة وربما “قنص الفرصة” في ايّ تسويّة تكون لصالحه وتنقذ تيّاره.
مما لا شك فيه، انّ باسيل سبق وغازل ولي العهد السعودي الأمير محمّد بن سلمان، مبديا اعجابه بما يقوم به، بحيث قال في حديث صحافي انّهُ يشبهه أكثر من آية الله الخامنئي. فهل سيتجه باسيل نحو مرحلة التقارب مع المملكة، خصوصا انّهُ يلتقي معها برفض انتخاب فرنجية رئيسا للجمهورية على اعتبار أنه يشكل استمراراً لهيمنة الحزب ونفوذه على الساحة اللبنانيّة، غير انّ السعودية وفق معلومات دبلوماسية، لا تزال ممتعضة من باسيل نتيجة ابتعاده عن خيار العرب والتصاقه بالحزب، فضلا عن انّهُ يرفض البحث بأيّ من الاسماء المطروحة، بمن فيهم اسم قائد الجيش جوزاف عون، المقبول لدى السعوديّة ويحمل المواصفات المطلوبة.