وقت الإنتخابات… قوات!

قيل الكثير عن المصاعب التي تواجهها القوات اللبنانية في التحضير لخوض الإنتخابات النيابية، وضجّت الدنيا بحملات إعلامية وغير إعلامية في محاولة لعزلها ومحاصرتها وتناوبت القوى السياسية ومجموعات الثورة والشخصيات المستقلة على تناول القوات بدءاً من إيجاد مرشحين إلى عقد تحالفات وصولاً إلى تشكيل اللوائح.

في هذا الوقت الضائع، كانت القوات اللبنانية تعمل بصمت حيناً وبصخب حيناً وبفعالية كل الأحيان، لاختيار المرشحين الحزبيين المناسبين للمرحلة القادمة كما لاستقطاب المرشحين المتحالفين مع القوات على قاعدة النزاهة والكفاءة والسيرة الذاتية المشرّفة بما يليق بمسيرة القوات، حدث كل ذلك تبعاً لاستراتيجية واضحة ومحددة من دون حرق المراحل وصولاً إلى نسج التحالفات مع الأحزاب والقوى الأخرى بما يتناسب مع طبيعة المواجهة القادمة لإعادة تكوين السلطة.

قدّمت القوات اللبنانية نموذجاً مشرّفاً في ممارسة السلطة كما في دور المعارضة، وأثبتت بأن النزاهة أمر ضروري وأساسي ولكنه ليس كافياً ما لم تملك القوة الوازنة لحماية النزاهة والكفاءة وعدم الهروب من المواجهة فالإستقالة واستثمارها شعبوياً هي نسخة المعارضة لذريعة “ما خلونا” التي يرددها التيار العوني السيء الذكر، وبعيداً عن الحملات الإنتخابية لزوم المرحلة، فلا لزوم لتكرار المواقف التي تثبت بأن القوات نزيهة وكفوءة ولا تهرب مهما بلغت التحديات، وأيضاً وقت الإنتخابات… قوات!

Exit mobile version