يعقوبيان تدك إسفيناً بصفوف المعارضة ومحاولة لاستبعاد ملحم خلف
لم يبق لمجموعات المعارضة إلا دفع النقيب ملحم خلف للعزوف عن المشاركة
رغم بقاء أقل من أسبوع على إقفال باب تسجيل اللوائح، ما زالت مجموعات المعارضة غارقة في محاصصات فرض المرشحين على بعضها البعض، في مشهد يهدد بذهاب الجميع نحو الهاوية.
دس الدسائس
من صيدا إلى طرابلس مروراً ببعبدا والشوف وبيروت والبقاع، تمارس مجموعات سياسة عض الأصابع، لفرض الرضوخ على الطرف الآخر. بمشهد هزلي لا ينمّ عن أي حنكة سياسية، بل عن حنكة في دس الدسائس ونصب الأفخاخ، تقود المعارضة تحالفاتها الانتخابية، لمحو ما تبقى من أمل بفوز متواضع هنا أو هناك.
فبعد عزوف القاضي في محكمة العدل الدولية، نواف سلام، ثم الوزير السابق زياد بارود، وتلاه عزوف النائب السابق غسان مخيبر، لم يبق لمجموعات المعارضة إلا دفع نقيب المحامين السابق ملحم خلف للعزوف عن المشاركة في دائرة بيروت الثانية، كي تخلو الساحة لبعض مراهقات وصبيانيات بعض المجموعات.
ففي بيروت الثانية لم يعد للعقلانية أي مكان في ظل تشبث المجموعات بطروحاتها حول انتقاء المرشحين، في نية لعكس هذه التجربة على الدوائر التي تدور فيها معارك طاحنة بين قوى المعارضة مثل صيدا وبعبدا والشوف وطرابلس وجبيل وكسروان، تقول مصادر متابعة للمفاوضات عن الخلافات الضارية بين المجموعات.
طروحات المجموعات
مقابل المجموعات الست (عامية 17 تشرين، ولقاء تشرين، ومنتشرين، وخط أحمر وتقدم والكتلة الوطنية) التي اقترحت حلاً لإرضاء جميع المجموعات في بيروت عبر لائحة مؤلفة من: سارة ياسين وحسن سنو وإيمان طبارة ووضاح صادق وإبراهيم منيمنة، ومرشح للمظلة البيروتية (سنّة)، ووليد فخر الدين (درزي) والمحامي أيمن رعد ومحمود فقيه (شيعة) والنقيب ملحم خلف (ارثوذكس) والنقيبة نهاد ضومط (انجيلي).. خرج التحالف الرباعي (بولا يعقوبيان وواصف الحركة ومدينتي وحزب لنا) بلائحة ثانية لحشر المجموعات الست. واقترح الحلف الرباعي لائحة مؤلفة من إبراهيم منيمة ووضاح الصادق وسارة ياسين ورولا العجوز ورشدي قباني وحسن سنو (سنّة) وعلي عباس ومحمد فقيه (شيعة) وريما أبو شقرا (درزي) وملحم خلف (ارثوذكس) ومها الراسي (انجيلي).
الفرق بين الطرحين أن المجموعات الست ارتضت بثلاثة مرشحين مقابل ثلاثة مرشحين لبيروت تقاوم (النوادي العلمانية) وثلاثة مرشحين للحلف الرباعي ومرشح للمظلة البيروتية (المجتمع الأهلي السني البيروتي) والمقعد الأخير للنقيب خلف. أما اقتراح الحلف الرباعي فمنح نفسه سبعة مرشحين مقابل مرشح واحد للمجموعات الست ومرشح واحد لبيروت تقاوم (يمكن رفعها لإثنين) إضافة إلى مرشح لمجموعة ثوار بيروت والنقيب ملحم خلف.
بيروت تقاوم بيضة القبان
الحلف الرباعي يتعامل مع الآخرين على أنه أربع مجموعات منفصلة وليس ائتلافاً كباقي المجموعات. ويوزع الحصص على هذا الأساس ويريد منح أي ائتلاف مجموعات مرشحاً أو إثنين.
بعد طرح هذه التشكيلة بدأ الحلف الرباعي سياسة نصب الأفخاخ من خلال تقديم عروض التنازل لهذه المجموعة أو تلك عن مقعد من هنا وهناك، بهدف وحيد هو حشر المجموعات الست والحصول على تنازلات منها في دوائر أخرى. فالمجموعات الست (باتت أكثر من 12 مجموعة في لبنان) لديها مرشحون في مختلف الدوائر وكذلك الحلف الرباعي.
لكن في ظل هذا الصراع البائس على المقاعد، جلست بيروت تقاوم تتفرج. فهي بيضة القبان بين المجموعات ومتضررة من التحالف الرباعي أكثر من باقي المجموعات.
باتت الكرة في ملعب بيروت تقاوم لجلب الجميع على طاولة المفاوضات لفرض لائحة واحدة تتمثل فيها كل المجموعات والمجتمع الأهلي البيروتي. وفي حال لم يرض الحلف الرباعي بهذا الخيار، تذهب بيروت تقاوم إلى تشكيل لائحة مع المجموعات الست وتضع الجميع تحت الأمر الواقع، كما أكدت مصادر مطلعة لـ”المدن”.
استبعاد خلف
كل المعايير وكل الأسس التي كانت قوى المعارضة تناقش حيثياتها (تتلهى بها) في السابق لاختيار المرشحين ذهبت أدراج الرياح، وحل مكانها ما كان منتظراً من هذه المعارضات البائسة: سياسة عض الأصابع وتفتيت ما تبقى من معارضة.
عملياً لم يبق في بيروت الثانية إلا أمل ضئيل في أن تفرض بيروت تقاوم الحل على الجميع. غير ذلك، تتشكل لائحتان معارضتان، ويقرر النقيب خلف ترك المعركة. وهذا ما تطمح إليه إحدى الوجوه البارزة في بيروت، متخوفة من أن نجاح خلف، إلى جانب بعض المرشحين في مناطق أخرى، سيسرق الأضواء في المجلس النيابي منها. فخلف هو الشخصية الأبرز في قيادة أي كتلة نيابية معارضة في مجلس النواب.