يوم 15 أيار، يسقط الطائف أو تسقط تسوية الدوحة
تختلف الإنتخابات النيابية القادمة في ظروفها عن جميع الإنتخابات السابقة، وبالتالي تترتب على نتائجها أوضاع مختلفة تماماً عن الظروف التي يشهدها لبنان سواء نحو الأسوأ أو نحو الأفضل، ولكن المؤكد هو أن تركيبة الدولة ودورها ومسارها هي طور الإعداد ليدخل لبنان بعد 16 أيار مداراً جديداً تحدده نتيجة التصويت.
نتائج الإنتخابات ستشكل صدمة للبنانيين، إحتمالات هذه الصدمة متساوية في اتجاهها السلبي أو الإيجابي، ونبدأ بالأسوأ وهو احتمال تجديد المنظومة الحاكمة لأكثريتها واكتساب شرعية وبراءة ذمة عن كل ما آلت إليه أحوال لبنان وذلك بصوت المؤيدين كما في صمت المعترضين، والنتيجة الفورية لفوز السلطة الحاكمة ستكون مزيداً من الإنهيار بعدما بات مؤكداً أن المجتمع الدولي غير مستعد لفتح أبواب مؤسساته لحكومة منبثقة عن هذه الأكثرية الفاقدة للثقة، ولو كان الأمر وارداً لكنا اليوم نشهد تنفيذاً لخطة التعافي وعروضاً تنهال على لبنان لإنشاء معامل إنتاج الطاقة واستخراج الغاز من البلوكات التي لا إشكاليات حدودية فيها، هذا التخلي الدولي عن لبنان سيقابله هجمة إيرانية لتنفيذ مشاريع صغيرة مقابل أهداف كبيرة من شأنها إحكام سلطة “الحزب” على الدولة ما من شأنه سقوط اتفاق الطائف لصالح اتفاق آخر وفقاً لموازين قوى جديدة سياسية تفرضها الإنتخابات وعسكرية يفرضها الأمر الواقع للسلاح غير الشرعي.
الصدمة الإيجابية تتمثل في فوز المعارضة وانتزاع الأكثرية النيابية الأمر الذي من شأنه فوراً أن يشكل استدارة للأوضاع العامة في البلاد، تبدأ بالإفراج عن الغاز المصري واستجرار الطاقة من الأردن واستقرار الأوضاع الإقتصادية وفرض أمر واقع جديد لا يمكن تجاهله أو مواجهته بسبب التداعيات التي يخشاها “الحزب” من أي مغامرة شبيهة بحرب 7 أيار التي أدّت إلى تسوية الدوحة، ولو كان الحزب قادراً على الحسم في تلك الحرب لما ذهب إلى التسوية حيث حصد في السياسة ما عجز عن حصده بالسلاح، والقوى السيادية لن تكون على استعداد للتقيّد بموجبات تلك التسوية بعدما ثبت بأن التنازلات لم توصل إلى الإستقرار بل إلى مزيد من الهيمنة على الدولة ومؤسساتها وسلخ لبنان عن محيطه العربي وتهديد علاقاته الدولية.
القرار الأول هو للبنانيين مهما حاولت المنظومة الإيحاء بأن التغيير غير ممكن مهما كان شكل الأكثرية، ولو كان ذلك صحيحاً لما بلغت الحملات من “يوم 15 أيار، يسقط الطائف أو تسقط تسوية الدوحة
الله” على القوات اللبنانية وغيرها من القوى السيادية هذا المستوى من الحدة والتهديد لأبناء بيئته ومحاذرة استفزاز الطائفة السنية كي تبقى على موقفها في مقاطعة الإستحقاق النيابي.