15 يوما… فهل يسلّمُ بري نفسَه؟
عناوينُ كثيرة تحملها المرحلة المقبلة بعد المشهديّة السياسيّة الجديدة التي أنتجتها الانتخابات النيابية، وسيكون بلا شك انتخاب رئيس لمجلس النواب معركة أولى يخوضها السياديون مع التغييريين سعيا وراء تغيير معادلة قائمة منذ 30 عاما. ولكن هل ما سيسعى إليه هؤلاء، ممكنٌ تحقيقه أم أنها ستكون معركةً أولى خاسرة؟
بدايةً، كيف تتم عملية انتخاب رئيس المجلس؟
بحسب النظام الداخلي لمجلس النواب، على “المجلس أن يجتمع بناءً على دعوة أكبر أعضائه سناً وبرئاسته لإنتخاب هيئة مكتب المجلس في أول جلسة يعقدها بعد تجديد إنتخابه، وذلك في مهلة أقصاها خمسة عشر يوماً من بدء ولايته”، وبما أن ولاية المجلس تبدأ بعد أيام، تحديدا في 23 أيار، سيكون أمام المجلس أسبوعان لانتخاب رئيس المجلس، وهي الفترة التي سيعتريها الكثير من الضبابية والمداولات في مسعًى لتوحيد الجهود وترشيح نائب شيعي، يخوض مغامرة الترشح لرئاسة المجلس.
وعملا بالمادة 44، ينتخب المجلس أولاً، ولمدة ولايته، الرئيس ونائب الرئيس، كلاً منهما على حدة، بالإقتراع السرّي، وبالغالبية المطلقة من أصوات المقترعين، وإذا لم تتوافر هذه الغالبية في هذه الدورة وفي دورة ثانية تعقبها، تجري دورة إقتراع ثالثة يكتفي بنتيجتها بالغالبية النسبية، وإذا تساوت الأصوات فالأكبر سناً يعتبر منتخباً.
وأمام ما تقدّم، أي سيناريو يستعدّ له السياديّون لقطع الطريق على ترؤس بري للمرة السابعة رئاسة مجلس النواب؟
رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع كان تحدث بعد ساعات من انتهاء عملية الاقتراع في 15 أيار عن طريقة جديدة سيتم اعتمادها بالنسبة لاستحقاق انتخاب رئيس للمجلس “وهذا الامر لن يحصل كما كان يجري في السابق”، وفق تعبيره، فما الذي قصده؟
وعدا عن السياديين والتغييريين، أضف إليهم المستقلين الذين لن يصوّتوا لصالح بري، ما الذي سيكون عليه موقف “التيار الوطني الحرّ”؟ فالتحالف الانتخابي بين “التيار” و”أمل” كان ظرفيا بحسب ما قال رئيس التيار جبران باسيل، فهل ستكون إعادة انتخاب بري ظرفية أيضا كما سبق وفعل بعد انتخابات 2018؟
إنّ غدا لناظره قريب… فإمّا نشهدُ سيناريو مختلفا عما ألفناه منذ عام 1992، أم أن برّي سيسلّم نفسه رئاسة المجلس للمرة السابعة على التوالي…