296 ساعة على الزلزال المدمّر في تركيا وسوريا… عدد القتلى يتجاوز 45 ألفاً وانتشال المزيد من الأحياء (صور)

لقي أكثر من 45 ألفاً حتفهم جراء الزلزال المدمّر في تركيا وسوريا ومن المتوقع أن يرتفع عدد القتلى مع بقاء الكثيرين في عداد المفقودين، كما دمّرت الكارثة الأسوأ في تاريخ تركيا الحديث نحو 264 ألف شقة.

وبعد مرور 11 يوماً على وقوع الزلزال تم انتشال ثلاثة ناجين من تحت الأنقاض في تركيا أمس الجمعة. وبلغ عدد القتلى في تركيا 39672، بينما سجلت جارتها سوريا أكثر من 5800 قتيلاً. ولم يتغيّر عدد القتلى المعلن في سوريا منذ أيام.

واليوم، أفادت وسائل إعلام تركية أنّ فرق الإنقاذ بولاية هاتاي تمكنت من إخراج 3 أشخاص بينهم طفل على قيد الحياة بعد مرور 296 ساعة من الزلزال.

وأقامت مساجد حول العالم صلاة الغائب أمس الجمعة على القتلى في تركيا وسوريا الذين لم يتسن دفن الكثير منهم بشكل طبيعي نظراً لحجم الكارثة.

تُظهر هذه الصورة التي التقطت في 17 فبراير 2023 في هاتاي المباني المدمرة، بعد أن ضربت المنطقة الحدودية بين تركيا وسوريا بقوة 7.8 درجة.

وبينما غادرت العديد من فرق الإنقاذ الدولية منطقة الزلزال الواسعة، واصلت فرق محلية البحث في حطام المباني المدمّرة اليوم السبت على أمل العثور على المزيد من الناجين الذين تحدّوا الصعاب. ويقول الخبراء إن معظم عمليات الإنقاذ تحدث في غضون 24 ساعة بعد الزلزال.

وقالت إدارة إطفاء إسطنبول إنه تم إنقاذ رجل في الأربعينات من عمره يدعى هاكان ياسين أوغلو في إقليم هاتاي جنوب تركيا بعد 278 ساعة من وقوع الزلزال الذي بلغت قوته 7.8 درجة في جنح الليل في السادس من شباط.

وقبل ذلك تم إنقاذ الفتى عثمان حلبية (14 عاماً) وشاب يدعى مصطفى أفجي (34 عاماً) في مدينة أنطاكية التاريخية. وبينما كان أفجي منقولاً من الموقع الذي تم العثور عليه فيه، تم ترتيب اتصال فيديو له بوالديه ليرى طفله حديث الولادة.

تُظهر هذه الصورة التي التقطت في 17 فبراير 2023 في هاتاي المباني المدمرة، بعد أن ضربت المنطقة الحدودية بين تركيا وسوريا بقوة 7.8 درجة.

وقال والده “كنت قد فقدت الأمل تماماً. هذه معجزة بحق. أعادوا لي ابني. شاهدت الركام وفكرت أنه لا يمكن انتشال أي شخص على قيد الحياة من هناك. كنا مستعدين للأسوأ”.

وتم لم شمل أفجي المنهك بعد ذلك مع زوجته بيلجي وابنته ألميل في مستشفى بمدينة مرسين.

رجل يسير أمام مبنى مدمر في سامانداغ جنوب هاتاي في 16 فبراير 2023، بعد عشرة أيام من ضرب بقوة 7.8 درجة للمنطقة الحدودية بين تركيا وسوريا.

وتقول منظمات الإغاثة إن الناجين سيحتاجون إلى المساعدة لأشهر قادمة في مواجهة الدمار الكبير الذي لحق بالبنية التحتية الحيوية.

وفي سوريا المجاورة المنكوبة بالفعل بأكثر من عقد من الحرب الأهلية تم تسجيل أكبر عدد من إجمالي القتلى في المنطقة التي تسيطر عليها المعارضة شمال غرب البلاد. وأدى الصراع بين قوات الحكومة والمعارضة إلى عرقلة جهود مساعدة المتضررين من الزلزال.

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس الجمعة بأن هناك اشتباكات وقعت بين الجانبين خلال الليل للمرة الأولى منذ وقوع الكارثة، إذ شنت قوات الحكومة هجوماً على مشارف مدينة الأتارب التي تسيطر عليها المعارضة وتضرّرت بشدّة من الزلزال.

سكان مدينة هاتاي السوريون ينتظرون عبور الحدود التركية السورية بعد أن تضرروا من الزلزال الذي بلغت قوته 7.8 درجة والذي ضرب المنطقة منذ ما يقرب من أسبوعين، عند بوابة تشيلفيغوزو الحدودية في 17 فبراير 2023

ولم يتسن لـ”رويترز” التحقق بشكل مستقل من الأنباء.

وعاد آلاف السوريين الذين لجأوا إلى تركيا هرباً من الحرب الأهلية في بلادهم إلى ديارهم في منطقة الحرب، موقتاً على الأقل.

* الغضب يتنامى

لم تعلن تركيا أو سوريا حتى الآن عدد الأشخاص الذين ما زالوا في عداد المفقودين بعد الزلزال.

وبالنسبة للعائلات التي لا تزال تنتظر استعادة أقاربها في تركيا، يتنامى الغضب بشأن ما يعتبرونه فساداً في ممارسات البناء وتطوراً حضرياً معيباً للغاية نتج عنه انهيار آلاف المنازل والشركات.

وكان أحد هذه المباني هو رونيسانس رزيدانس الذي انهار في أنطاكية وأسفر عن مقتل المئات.

أصبح الناس بلا مأوى في أعقاب الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا بقوة 7.8 درجة في 6 فبراير، ويتلقون مراتب وزعتها منظمة غير حكومية، في مخيم مؤقت في مدينة عفرين في الجزء الذي يسيطر عليه المتمردون من محافظة حلب في 16 فبراير 2023.

وقال حمزة الباسلان (47 عاماً)، الذي كان شقيقه يعيش في المبنى السكني، “قيل إنه آمن من الزلازل، لكن يمكنك أن ترى النتيجة”.

ووعدت تركيا بالتحقيق مع أي شخص يشتبه في مسؤوليته عن انهيار المباني وأمرت باحتجاز أكثر من 100 مشتبه بهم، بمن فيهم المطورون.

وناشدت الأمم المتحدة يوم الخميس تخصيص أكثر من مليار دولار لعملية الإغاثة في تركيا، وأطلقت نداء بقيمة 400 مليون دولار للسوريين.

Exit mobile version