72 ساعة حاسمة!
دعا مصدر واسع الاطلاع، عبر وكالة أخبار اليوم”، إلى “انتظار نحو 72 ساعة، قبل بَدْء تلمُّس الاتجاهات والتحالفات الجديدة، وإذا ما كان بعض “التغييريين” الذين فازوا في الانتخابات، سيكونون سياديّين بالفعل، أو لا”.
ورأى في حديث لوكالة “أخبار اليوم” أن “المجموعات السيادية التقليدية، مثل “القوات اللبنانية” و”الكتائب اللبنانية”، ورغم تبايناتها وتنافسها خلال المرحلة الماضية، إلا أنه لا يُمكنها إلا العودة الى الاجتماع تحت الخطّ السيادي نفسه، الذي يجمعها أصلاً، ويوحّد في ما بينها”.
ولفت المصدر الى “نقطة أساسية ظهّرتها نتائج الانتخابات، وهي أن “الحزب” والأطراف السياسية الحليفة له، فشلوا في الحصول على ثلثَي مجلس النواب، كما كانوا يريدون. بالإضافة الى اعتراف رئيس “التيار الوطني” جبران باسيل بخسارة التمثيل المسيحي الأكبر مساء أمس، أي منذ ما قبل صدور النتائج النهائية، بطريقة غاضبة، مُهاجماً الولايات المتحدة الأميركية بالإسم، والسعودية من دون أن يسمّيها”.
وأضاف: “نتائج وأرقام “التيار الوطني الحر” النيابية أغضبت البرتقاليّين، إذ حملت أرقاماً هزيلة لفريق رئيس الجمهورية ميشال عون، على مشارف انتهاء ولايته الرئاسية. وهي تعني في ما تعنيه، معركة انتخابية خاسرة، قد تدفع بعض كبار الأسماء الى إعادة تقييم عملها السياسي، والخروج من تكتّل “لبنان القوي”، والاستمرار بالعمل السياسي بطريقة مستقلّة، وذلك بعد فوزها بما دون المستوى المطلوب في مناطقها، وتحميلها “التيار الوطني” المسؤولية، منذ الأمس”.
وشدّد المصدر على “وجوب إحداث تغيير، يذهب بنا الى وضع جديد بعد نتائج الانتخابات. فعلى سبيل المثال، لا بدّ من إنهاء الخصومة السياسية بين “القوات” و”الكتائب”، بموازاة النّجاح في جمعهما مع “المدنيّين” الصّادقين في العمل على سيادة لبنان. وبغير ذلك، ستضعف “الجبهة السيادية”، وسيُفتَح الباب واسعاً أمام الفريق “المُمانِع” لاختراق الخطّ “السيادي”، ولإضعاف أي مسعى لتحرير لبنان من السلاح غير الشرعي، وهو ما سيضيّع نتائج الانتخابات”.
وأكد المصدر أن “من أهمّ ما خرجت به “نيابية” 2022 أيضاً، هو سقوط رموز سوريا في المناطق المسيحية والدرزية والسنيّة. فمجرّد التداول بسقوط أسماء مثل أسعد حردان، يعني الكثير. كما أن الإعلان مثلاً عن سقوط طلال أرسلان، ووئام وهاب، يعني ردّة فعل شعبية درزية تعود الى الذاكرة الدرزية المجروحة من أحداث 11 أيار 2008، وهي وجدت وقتها المناسب الآن، بالنّسبة الى أرسلان. وبعضها الآخر تراجعت شعبيّته في عرينه الرئيسي، مثل تيار “المرده” في الشمال. هذا الى جانب فشل بعضها الآخر في التأسيس لجبهة سنيّة “مُمانِعَة”، مثل فيصل كرامي”.
وختم: “سقط الخط السوري في لبنان، وما عاد لدى “المُمانَعَة” سوى إيران بسلاحها غير الشرعي. وهذا عنصر مهمّ على طاولة التفاوُض الأميركي – الغربي – الإيراني. فضلاً عن أن هذا هو التغيير الأهمّ الذي رسمه الشعب اللبناني، الذي أسقط جناحاً مهمّاً من أجنحة مشروع “المُمانَعَة”، ولم ينزلق في شعبوية تغيير الوجوه والأسماء فقط. ومن هذا المُنطلق، أصبحت المعركة بين السيادة والاحتلال، بالمباشر، وما عاد يُمكن لإيران أن تتحدّث عن بيروت كعاصمة من عواصمها في المنطقة، كما كانت تفعل سابقاً”.