“His Only Son” العالمي يتصدّر بنَفَس لبنانيّ… نيقولا معوّض لـ”النهار”: كأنّي كنتُ أضحّي بابني
افتتح العرض الأول للفيلم “His Only Son” الذي يؤدّي فيه الممثل اللبناني نيقولا معوّض دور البطولة، في عمل تصدّر عناوين الصحافة العالمية قبل أن يحط رحاله في الصالات اللبنانية أمس الخميس 6 نيسان الجاري.
وعبّر النجم اللبناني عن سعادته بالأصداء الفعلية التي يحصدها الفيلم، لافتاً إلى أنّ هذا العمل السينمائي، احتل المرتبة الثالثة في شبّاك التذاكر الأميركية، محققاً في غضون ثلاثة أيام 5 ملايين و500 مليون دولار أرباح، متفوّقاً على فيلم “CreedIII” ومنافساً لفيلمي “”Dungeons & Dragons و”John Wick: Chapter 4”.
يقدّم الفيلم قصّة النبي إبراهيم، عندما طلب منه الله التضحية بابنه اسحق، فأطاع أمره ومضى برحلة استغرقت ثلاثة أيام مع ابنه ومعاونين له إلى جبال موريا. وخلال هذه الرحلة، يعود النبي إبراهيم إلى مراحل حياته الحافلة بالتضحيات والصبر والإيمان وعلاقته بالخالق من جهة، وعائلته من جهة ثانية.
“إيقاعه شاعري”، يقول معوّض عن الفيلم المستقل في هوليوود، ومن دون ميزانية كبيرة كما باقي الأفلام، لكنه استطاع أن يحتل المرتبة الثالثة في شباك التذاكر الأميركية.
يعتبر بطل العمل في حديث لـ”النهار” أنّ “تهافت الجمهور لمشاهدة الفيلم في أميركا، واحتلاله المركز الثالث في شباك التذاكر أمام أفلام ميزانيتها ضخمة، يدل على أنّ هذا الجمهور بحاجة للهرب من الضجيج الذي حوله وأن يعود إلى ذاته وإلى الله”.
ويضيف أن “هذا التعطّش لهذا النوع من الأفلام هو ما جذب المموّلين إليه، فجاء تعطّشهم مماثلاً لذوق الجمهور. أحاول استعادة آخر مرة شاهدنا فيها هكذا نوع من الأفلام على مستوى العالم، وتخونني الذاكرة، لذلك قرر الممولون أن يكونوا جزءاً من هذا المشروع”.
لا يشبه الفيلم ما يقدّم من أعمال سينمائية اليوم. وواقع الأمر أنّ الجمهور ضاق ذرعاً من الصورة السوداوية في الأفلام والمسلسلات، التي نتابع فيها أبشع الصور التي تأتي تحت غطاء “مرآة المجتمع”. هي ليست دعوة لتحويل السينما إلى مركز ديني، لكن هذه السينما، التي قدّمت “The Passion of The Christ” غرقت في الفحوى التجارية، وحيّدت نظرها عن الأعمال التي تشكّل محطّة إيمان، لا بدّ من أن تكون جزءاً حاضراً ووازناً لدى صنّاع السينما في العالم.
إذاً، أمام إمكانات إبداعية حضرت في الفيلم، كان حضور نيقولا معوّض هو الأساس. أدى دور النبي إبراهيم ببراعة لا غبار عليه، أتقنه فعاشه حتى النفس الأخير: “لقد أثرت فيّ شخصية النبي إبراهيم كثيراً، وكممثل أتعمّق في الشخصية وأحاول وضع نفسي في مكانها. لكن أن يضع الممثل نفسه في مكان النبي إبراهيم أمر بحد ذاته كبير ومهم وصعب، ولا أتخيل أنه ستتاح لي فرصة للعب مثل هذا الدور، فهي تأتي مرة في الحياة… الغوص في شخصية إنسان قريب إلى هذا الحد من الله يحمل في المضمون ثقلاً، ويدفعك من دون أن تقصد للانتقال إلى مكان آخر روحياً”.
من البديهي التنبّه إلى صعوبة ظروف تصوير الفيلم الذي نفذ في الصحراء بأستراليا، لكن يبقى مشهد واحد حاضر في ذاكرة معوّض، هو مشهد الذبيحة الأخير، عندما يبدأ النبي إبراهيم بتهيئة ابنه اسحق للتضحية به. يقول: “وضعت الكثير من نفسي فيه، وكان صعباً لأنني كنت أتخيل نفسي أضحّي بإبني”.
انطلق العرض الأول للفيلم أمس الخميس بعدما كان انطلق الأسبوع الفائت في أميركا، ويستعد ليسجل حضوراً في كل من كندا وأستراليا ونيوزيلندا وانكلترا. يشارك فيه إلى جانب معوّض سارة سيد، دانيال داسيلفا، إيان ماسكوفتز. أما السيناريو والإخراج فهما من توقيع ديفيد هيلينغ وتوزيع شركة “Angel Studios”.