إنتخاب الرئيس رهن النوايا،
تعاطت القوات اللبنانية بإيجابية مع مبادرة تكتل “الإعتدال الوطني” على أمل أن تتعاطى سائر القوى السياسية انطلاقاً من نفس القاعدة ويتمّ انتخاب رئيس للجمهورية وفقاً للقواعد الدستورية ولا يمنع ذلك التشاور الجانبي كما فعلت القوات للتوافق على التمديد لقائد الجيش وطالبت باعتماد نفس الأسلوب لمحاولة التوصّل إلى توافق رئاسي بخلفية نهج جديد في التعاطي ليس فقط في إعادة بناء وتفعيل المؤسسات وإنما في نمط ممارسة السلطة، وفي حال فشل التوافق يجري الإنتخاب ويفوز الرئيس الذي يحظى بالأكثرية النيابية…
التجارب لا تشجّع من جهة المنظومة الممانعة، ولكن الثقة بالتجربة الجديدة التي تمارسها المعارضة في التعاطي على قدم المساواة مع أركان المنظومة على قاعدة التغيير في النهج أو في التركيبة، فنحن نريد النتيجة التي تصبّ في مصلحة لبنان واللبنانيين، وسنصل إلى هذه النتيجة عاجلاً أم آجلاً سواء عن قناعة مشتركة بأن استمرار السلبطة على هذه الحال من المحال، أو استمرار هذه المواجهة السياسية حتى فرض التغيير ديمقراطياً ولا جدوى من الكلام عن الإحتمالات الأخرى غير المضمونة النتائج لمن يعتمد الترهيب وسيلة لفرض إرادته على الشعب اللبناني…
المطلوب اليوم أن تثق المعارضة بنفسها وقدرتها، وأن يثق الشعب اللبناني بالمعارضة والمسار المعتمد بعدم الرضوخ للإبتزاز مهما كان الثمن الذي يبقى أقل من ثمن الإستسلام أو الإستزلام من أجل مصلحة فئوية وتجربة التيار العوني ماثلة أمامنا.