إنّه الوقت المناسب للندم
تحاول القوات اللبنانية تقديم الخيارات البديلة عن الأمر الواقع المشين الذي يعيشه اللبنانيون والذي لا يليق بهم ولا هم قادرون على التأقلم معه ولا هم راغبون بمواجهته قرفاً أو يأساً أو انعدام ثقة وهذه الأسباب جميعها محقة إلى حد ما، ولكنها أيضاً الأسباب نفسها التي توجب على اللبنانيين البحث في كومة الأزمات عن منفذ ما ومتابعة البحث حتى إيجاده.
لا أحد منا يريد الإستماع إلى كلام فارغ ووعود غير قابلة للتنفيذ، ولكن هناك خميرة صالحة قدّمتها القوات اللبنانية في معجن ممارسة السلطة لم يتمكن حتى أعتى خصومها من الإمساك بخيط فساد يدينونها بها وهذا هو السبب الحقيقي لفتح دفاتر الماضي استنسابياً مع قرار قواتي بعدم المساهمة في نكء الجراح التي لم ينجُ منها أحد، فالقوات تعتبر بأن اللبنانيين ليسوا بحاجة للعودة للماضي الأليم فمآسي الحاضر أشدّ إيلاماً، ومن فرط الألم تلاشى الأمل بمستقبل أفضل.
تلاشي الأمل لا يعني أنه غير موجود، وإذا لم يكن موجوداً فالحري بالشعوب أن تخلقه مولوداً من رحم الأزمات ونحن اللبنانيون شعب جبار متمرّس في استيلاد الحلول، القوات اللبنانية تدعوكم لمغادرة دائرة اليأس وعند كل فشل الرجاء المحاولة من جديد، لقد تعاملنا جميعنا من دون استثناء مع أسوأ نهجين في ممارسة السلطة فمنحنا التيار الوطني الحر فرصة أساء استغلالها ويتحملها هو وليس نحن، كما منحنا “ح ز ب ا ل ل ه” فرصة التعايش بين الدولة والدويلة وتبيّن أننا كنا نتوهم، ولكن الفرصتين كان لا بد منهما قبل إعلان القطيعة مع النهجين.
القوات اللبنانية قامت بواجبها وأكثر في تحضير وتقديم وليمة سيادية وإصلاحية ومعها حلفاء استشرفوا خطورة المرحلة القادمة وضرورة خوض مواجهة استباقية لما هو قادم فيما لو احتفظ محور الممانعة بأكثريته النيابية ترجمتها بأنه يحظى بشرعية شعبية حتى لو كانت هناك مقاطعة للإنتخابات والصمت اعتراضاً هو بمثابة الصوت تأييداً لمحور الممانعة السيء الذكر والقول والفعل، شاركوا واحتفظوا بحقكم في الإعتراض، أو تحمّلوا مسؤولية المقاطعة التي ستنعكس سلباً عليكم كما علينا، بهذه البساطة، ساعة الندم تنفع اليوم، وبعد ١٥ أيار لا يعود ينفع الندم.