الجامعة الشّعبيّة
خرّجت أمس الجامعة الشّعبيّة لحزب القوات اللبنانيّة في طبرجا دفعتيها من الّذين خضعوا لدورة تنشئة وتثقيف سياسي حزبي في المسيرة والقضيّة ضمن مستويين أوّل وثاني.
كان الحاضر الأبرز في الحفل أعمار الخرّيجين، الّتي تفاوتت بين عشرين وسبعين سنة، وكان الرّابط الوحيد بين هذين العمرين هو القضيّة.
إذ انخرط ابن السّبعين تعويضًا منه عمّا فاته أيّام كانت القضيّة بحاجة لشبابه وانخرط ابن العشرين إيمانًا منه بأنّ القضايا الّتي لا يحملها شباب، لا تبلغ مرادها من الحياة.
لم ألحظ في الحفل بين الوجوه وجهًا حاول تجنّب النّظر إلى المكان ومن فيه كانت عيون الجميع تؤكّد التزامها، وقناعتها، وحرصها على القول: أتيت بكلّ ما يسكنني من إيمان.
كان اللّقاء مساء عند السّابعة. وكنت مضطرًا للتّواجد في بيروت من الصّبح لم يرهقني ما بين الوقتين، لأنّني كنت أعي أنّ وطني يستحقّ، على هامش الحفل الحقل نعم لأنّه حقل حقيقي، كنت أعيش قراءتين:
قراءة لمجتمعات تكوين النّخب وقراءة لمجتمعات تكوين الجماهير، في مجتمعات تكوين الجماهير يكون المستقبل غير قابل للأمل وفي مجتمعات تكوين النّخب يصبح الأمل غير قابل للنفاد وبين المجتمعين هوّة تؤكّد وجهة الطّريق، وحتمية المصير، وشكل الوطن.
مبارك للرّفاق الّذين تخرّجوا أمس، وفخور بأنّي كنت في المستوى الأوّل، لئلّا يفوتني ما فات بعد اليوم.