الرئاسة تتحكم بالانتخابات النيابية: فرنجية وباسيل وجوزيف عون
هناك وقائع ديبلوماسية تعتبر أن لا مخرج إلا بإيصال شخص من مؤسسة موثوقة إلى الرئاسة
يفرض التفكير في استحقاق رئاسة الجمهورية حضوره في خضم التحضير للانتخابات النيابية. وهو يرخي ظلاله على التحالفات والشروط المتبادلة بين الحلفاء من المرشحين.
فرنجية ينفر من باسيل
قد تكون الحسابات الرئاسية هي التي أطاحت محاولات منتصف ليل السبت- الأحد جمع تيار المردة مع التيار العوني على لائحة واحدة في دائرة الشمال الثالثة، دائرة مرشحي الرئاسة. وحتى ضغوط الحزب الشديدة فشلت في الجمع بين جبران باسيل وسليمان فرنجية انتخابيًا.
وهناك من يعتبر أن فرنجية لا يريد الالتصاق بباسيل، لأسباب مفعولها رجعي، يعود إلى ما قبل انتخاب ميشال عون رئيسًا للجمهورية، عندما كان فرنجية أمام فرصة حقيقية ليكون هو الرئيس، واستمر نفوره من باسيل بعد تسوية العام 2016.
النظام السوري والحزب
ويرتبط فرنجية وضعه بحسابات مستقبلية في سياق علاقته بسوريا وبالدول العربية والخليجية. وهو يسعى دائمًا إلى تحسين علاقاته بهذه القوى. وهذا يرتبط بتحسين النظام السوري علاقاته بدول الخليج. لكن ثمة من يعتقد بوجود خلافات داخل المحور الواحد، إي بين الحزب والنظام السوري. وتتجلى الخلافات في محاولة كل من الطرفين الحصول على نواب من خارج الطائفة الشيعية.
وهناك من يراهن أن تكون مونة النظام السوري على بعض هؤلاء النواب، أكبر من مونة الحزب عليهم. فيما هناك وجهة نظر أخرى تعترض على هذا التصور، وتستبعد هذا التفاوت أو الخلاف استبعادًا كاملً. بل يوقن أصحابها بأن الحزب هو صاحب القرار النهائي في ذلك. وينتظر الطرفان صدور نتائج الانتخابات النيابية لمعرفة الوجهة الحقيقية للمواقف.
الصراع على الثلثين
ما أفشل الاتفاق بين المردة والتيار العوني هو التنافس على رئاسة الجمهورية. حاول فرنجية طرح اتفاق شامل يتضمن الاستحقاق الرئاسي، فرفض باسيل الذي يراهن على الحزب للحصول على الكتلة النيابية الأكبر، فيستثمرها في الاستحقاق الرئاسي.
وعليه، بدأت معركة رئاسة الجمهورية قبل الانتخابات النيابية. ونتائج الانتخابات لها انعكاساتها على التوازنات اللاحقة. لكن الحسابات الأهم تبقى متركزة على الاستحقاق الرئاسي.
وثمة من يعتبر أن المعركة ليست معركة منع حصول الحزب على ثلثي المجلس النيابي، بل منع باسيل من الحصول على الثلثين، ما يمكنه من منع نصاب جلسة انتخاب الرئيس عن أي شخصية أخرى سواه. وهذه مهمة مستحيلة، سواء كان المرشح فرنجية مثلًا أو شخصية أخرى توافقية واسعة العلاقات الداخلية والدولية.
جوزف عون احتمالًا
لن يقدر تحالف الحزب- باسيل على منع النصاب في الاستحقاق الرئاسي المقبل. وهنا تظهر الحسابات السنية والدرزية والمسيحية الموالية لدمشق. فدمشق تسعى إلى ترتيب العلاقات مع الدول العربية. وليست المسألة العددية وحدها ما يمنع عقد الجلسات، بل استحقاقات ومستجدات وتوازنات إقليمية ودولية.
وهناك وقائع ديبلوماسية تعتبر أن لا مخرج من الأزمة إلا بإيصال شخص من مؤسسة محطّ ثقة القوى المختلفة. والإسم المطروح في هذه الحال هو قائد الجيش جوزيف عون، مثلًا. فهو عمل على محاربة الفساد داخل المؤسسة العسكرية. وكان سلوكه لافتًا في كل الاستحقاقات. وهو محط ترحيب من الجميع.
وفي الأحوال كلها لا يزال من المبكر الحديث في هذا الاستحقاق الرئاسي، لكن الكواليس السياسية تضج بما يرتبط بهذه الحسابات.