“القوات اللبنانية” فازت بمعارك حسّاسة وذات رمزيّة عالية!

لا شك في أن “القوات اللبنانية” خاضت معاركة حساسة لمرشحين لهم رمزيتهم في مواجهة “الحزب” وحلفائه، وتميّزت هذه المعارك بالتوتر والتشنّج، وقد شهد بعضها أعمال عنف و”بلطجة” من قبل الثنائي الشيعي.

أبرز المعارك وأكثرها حساسية كانت في دائرة بعلبك-الهرمل حيث مارس “الحزب” كل ما يلزم من ضغط لكسر لائحة تحالف “القوات اللبنانية” والشيخ عباس الجوهري، وبدأ قبل أسبوعين بتهديد وترهيب المرشحين الشيعة على اللائحة المعارضة له، مما أدى إلى انسحاب ثلاثة هم رفعت المصري، رامز أمهز وهيمن مشيك، وكان الهدف إضعاف فرص وصول اللائحة إلى الحاصل. بعدها انتقل “الحزب” إلى العنف عبر الاعتداء على المرشح في اللائحة المدعومة من “القوات” حسين رعد، وعلى قاعدة “ضربني وبكى وسبقني واشتكى” عمد “المعتدي” على الادعاء على المرشح بعد استحصاله على تقرير طبّي في مخفر بعلبك الذي فتح تحقيقاً في الحادثة! وسرعان ما تعرّض رئيس اللائحة المرشح عباس الجوهري لسيل من التهديدات توّجت باعتداء عليه وعلى نجله. مع ذلك، لم ينسحب الجوهري واستمر المرشحون السنّة ومرشح “القوات” أنطوان حبشي في المعركة. أما ذروة العنف الذي يمارسه “الحزب” فكانت خلال يوم الانتخاب، إذ تعرض مندوبو لائحة “القوات” للضرب والطرد في معظم أقلام الهرمل ومن دون أن تحرِّك عناصر قوى الأمن الداخلي الموجودة في الأقلام أي ساكن!

أمام كل هذه المخالفات الجسيمة، تحوّلت معركة “القوات اللبنانية” إلى معركة حياة أو موت في بعلبك – الهرمل، ولم يحن المرشّح حبشي رأسه، بل قرر المواجهة حتى النهاية، فقامت “القوات” بإعداد ملف يوثّق كل المخالفات تمهيداً للطعن ترفعه في وجه “الحزب” في حال خسارة حبشي، إلا أن أصوات المسيحيين صبّت لمصلحته بكثافة، من الداخل والخارج، وتوفّر له عدد كاف من الأصوات السنيّة، وعدد قليل من الأصوات الشيعية، فأمّن الحاصل وكان الفائز الوحيد في اللائحة بعد معركة ضارية، مما شكّل ضربة لـ”الحزب” بل نكسة هو يعرف مدى أهميتها!

المعركة الثانية التي حازت على اهتمام كبير كانت في قضاء بعبدا و”بطلها” بيار بو عاصي، فهناك خطوط التماس بين “القوات” و”الحزب” ومواجهات عين الرمانة و”القلوب المليانة”، إلا أن بو عاصي بات يشكّل الرقم الصعب في هذا القضاء، حتماً عجز “الحزب” عن كسره، ونجح بالتحالف مع “الوطنيين الأحرار” و”الحزب التقدمي الاشتراكي” من تحقيق الفوز، وخصوصاً ان القاعدة القواتية ليست قليلة في هذا القضاء وتتميّز بعصب قويّ، مما أدى إلى فوز رئيس “الوطنيين الأحرار” كميل شمعون إلى جانب بو عاصي.

المعركة الثالثة الحساسة كانت في المتن ووجهها “القواتي” ملحم رياشي، وقد شهدت مبارزة كاثوليكية بينه وبين مرشح “التيار الوطني الحر” ادي معلوف، استخدمت فيها كل الأسلحة، لكن أصوات “التيار” التي دعمت معلوف لم تكن كافية، ولو أعطته المزيد من الأصوات كانت ستضطر إلى التضحية بمرشحي التيار الآخرين ابراهيم كنعان والياس بو صعب. لذلك، فاز رياشي بأكبر عدد من الأصوات في المتن، مكرساً تفوقه على معلوف!

المعركة الرابعة في البترون وبقي حبس الأنفاس حتى اللحظة الأخيرة بين غياث يزبك وجبران باسيل ومجد حرب، لكن سرعان ما بدأت تظهر النتائج وابتعد يزبك متصدراً المركز الأول وكان أول الناجحين، علماً أن الفرحة كانت أكبر لو تمكن مجد حرب من حسم النتيجة أمام باسيل، إلا أن اصوات المغتربين ولا سيما في فرنسا أنقذت الأخير.

المعركة الخامسة التي لا تقل شراسة عن المعارك الأخرى، كانت في جزين، وكل التوقعات كنت تشير إلى مشاكل بين مرشحي “التيار الوطني الحر” أمل ابو زيد وزياد أسود، لكن أكثر المتفائلين لم يكن يتوقع خسارة مرشحي التيار معاً وفوز مرشحي “القوات اللبنانية” غادة أيوب وسعيد الأسمر، وهذا انجاز قواتي كبير، مما يعكس امتعاضاً جزينياَ كبيراً من اداء “التيار”، وحتماً ستشهد جزين أداء مختلفاً من نائبي “القوات”.

زر الذهاب إلى الأعلى