اللبناني الموهوب… عماد سعادة ابن الأعوام التسعة الأوّل عالميّاً في مسابقة الرياضيّات
عماد سعادة، أنقول ابن الأعوام التسعة؟ أم نقول الفتى النّابغة؟ ليس هناك أيّ صفة تستطيع أن تفي ذاك الفتى حقّه، وهو لم يتجاوز عمره التسعة أعوام، شارك في مساقبة عالميّة للرياضيّات مرّتين وفي المرّة الثانية حصد المرتبة الأولى عالميّاً.
عُرف عماد بحبّه للرياضيّات في سنوات دراسته الأولى، وطالما أمضى وقتاً طويلاً في حلّ مسائل صعبة تفوق صفّه صفوفاً بمساعدة وشجيع والدته المهندسة. يتعامل عماد مع مسائل الرّياضيات كهواية يبرع في ممارستها.
أخذ من فترة الحجر المنزلي فرصةً له للتفرّغ لهوايته وتنمية قدراته العقليّة آنذاك، قبل أن يطلب من أمّه في ليلة من ليالي الحجر خوض مسابقة ما للممارسة هوايته بالطريقة التي يحبّها.
أخذت أمّه تبحث ليالٍ عدّة عن مسابقة محليّة أو دوليّة يستطيع ابنها المشاركة فيها، فوجدت “caribou contests”، الكنديّة فسارعت الأمّ لتسجّل اسم ولدها في المسابقة بكلفة تسعة دولارات فقط لا غير، إلّا أنّ الأوضاع الاقتصاديّة اللّبناني وقفت عقبة في وجه طموح الطّفب فلم تستطع الأمّ استخدام بطاقة ائتمانها لدفع المبلغ المتوجّب عليها بسبب إيقاف جميع التعاملات الخارجيّة ببطاقات الائتمان اللبنانيّة.
تواصلت الوالدة مع المؤسسة عبر البريد شارحةً لهم وضعها وشغفها لخوض ابنها المسابقة لتتفاجأ ببريد إلكتروني من المؤسسة، بعد انفجار بيروت، يبلّغها أنّ ابنها عماد وأيّ طالب لبناني آخر يمكنه أن يخوض المسابقة مجّاناً كمبادرة منهم لتشجيع الطلّاب اللّبنانيّين وحثّهم على التعلّم والمثابرة.
يذكر أنّ عائلة عماد كانت قد غادرت لبنان إلى قبرص بعد انفجار بيروت تخوّفاً من إقفال المدارس وضياع سني أبنائها الدراسيّة.
تُقيم مؤسّسة “كاريبو كونيست” 6 مسابقات سنويّة، كلّ مسابقة 12 سؤالاً مدّة 50 دقيقة.
عماد اليوم فخر والديه وفخر الشباب والأطفال اللّبنانيين كما يُعتبر رمز للمثابرة والتقدّم لنيل هدفه.
ورغم صغر سنّه إلّا أنّه أثبت للعالم أجمع أنّ اللّبناني ذكيّ، موهوب ومتفوّق، لعلّ قصّة نجاح عماد تمثّل بادرة أمل لكلّ عائلة لتنمية مواهب أطفالها ولكلّ شاب وصبيّة للإيمان بقدراتهم وتنمية مواهبهم في سبيل نجاحات لا تُعدّ ولا تُحصى.