المعارضة تحتفظ بالمبادرة،
لا يفيد التحليل لحدثٍ معيّن في رسم الصورة الشاملة للأحداث المرتبطة ببعضها بطبيعة الحال وتراكم هذه الأحداث يؤثر على المشهد العام وتناولها بشكل منفصل يخدع الرأي العام…
التحليل المجتزأ لمسار الحزب يُظهره على غير حقيقته وطبيعته، فتناول جزئية الحرب الدائرة في الجنوب بمعزل عن جزئية الشغور الرئاسي، أو هيمنته على مجلس النواب أو اخذ مجلس الوزراء رهينة هو خطأ، فهذا المسار واحد ينطلق من ذهنية الحزب في التعاطي القائم على السلبطة بقوة السلاح العسكري حيناً، وبقوة السلاح الدستوري حيناً آخر وقوة سلاح الميثاقية أحياناً كثيرة، وجميعها أسلحة غير مشروعة لا بل محرّمة وطنياً وتتعارض مع روحية النظام اللبناني وتعددية المجتمع…
اليوم يواجه الثنائي الشيعي معارضة منظّمة وصلبة تشكّل القوات اللبنانية ركنها الأساسي على صعيد التمثيل الشعبي المترجم سياسياً والذي بدوره تترجمه المعارضة ككل في رفض النهج القائم وامتلاك زمام المبادرة في الفصل بين مغامرات الحزب العسكرية وتحييد مناطق واسعة رافضة له عن دائرة الصراع، ليس بالحديد والنار بل بالموقف السياسي برفض الرضوخ لوهج السلاح الذي فرضه الحزب باستخدام سلاحه في الداخل في عدة محطات…
لا نبالغ في القول بأن أزمة “ح ز ب” الله الداخلية أعمق وأدهى من صراعه مع إسرائيل التي استطاع التوصّل معها قبل حرب غزة إلى تفاهم ضمني بعدم الإعتداء والحفاظ على الستاتيكو لفترة طويلة، بينما في الداخل ترفض المعارضة اليوم التسليم بإدارته للبلاد بحسب مشيئته، وهذه المعارضة هي في مسار متصاعد، وهنا لا يجب الخشية من تعدد المواقف في المعارضة فهذا دليل على الحيوية في المجتمع اللبناني النقيض لشمولية وأحادية “ح ز ب” الله، وإذا أردنا أن نكون مثله فلا لزوم لنا.