المقعد الأرمني في زحلة: لعبة حواصل لا “تفضيلي”
سيبقى اسم النائب إدي ديميرجيان، بمعزل عن كفاءته ومعرفته، مرتبطاً بأذهان الناس بأنه الفائز عن المقعد الأرمني في زحلة بـ 77 صوتاً. هو أحد الأمثلة على “عجائب” قانون الانتخاب الحالي الذي قد يصبح فيه من لا تمثيل له نائباً، ويخسر صاحب التمثيل الأكبر، تبعاً للعبة الحواصل، لا للأصوات التفضيلية التي نالها.
في العام 2018، وفق “الدولية للمعلومات”، بلغ عدد الناخبين الأرمن الأرثوذكس 8733 ناخباً، والأرمن الكاثوليك 1825 ناخباً. وقد اقترع 2300 منهم، وجاءت النتائج على الشكل الآتي: ماري جان بيلازكاجيان 3851 صوتاً، من لائحة التيار الوطني الحر وحلفائه، جورج بوشكيان 1845 صوتاً من لائحة ميريم طوق وحلفائها، بوغوص كورديان 142 صوتاً، من لائحة القوات والكتائب وحلفائهما، وإدي ديميرجيان 77 صوتاً، من لائحة تحالف الحزب ونقولا فتوش وحلفائهما.
اليوم، 8 لوائح تتنافس في زحلة، وتبدو العين على هذا المقعد، بعد تبدّل التحالفات في الدائرة التي يحضر فيها الصوتان السني والشيعي بشكل وازن، الى جانب الأصوات المسيحية بمختلف تلاوينها وتكاوينها، ومن بينها الصوت الأرمني.
بات التيار الوطني الحر والحزب والطاشناق على لائحة واحدة. وعينهم على 3 حواصل تضمن لهم الفوز بالمقاعد المارونية والشيعية والأرمنية (وزير الصناعة الحالي جورج بوشكيان). وشكّل النائب ميشال ضاهر لائحته، وعينه ايضاً على 3 حواصل اذا نجح في جذب الصوت السني، لضمان الفوز بالمقعد الكاثوليكي والمقعد السني ومقعد الأرمن الأرثوذكس، وقد رشّح مارتين دمرجيان. أما القوات اللبنانية والتي تخوض معركة حاصلين، وعينها على المقعدين الكاثوليكي والأرثوذكسي بشكل أساس، فقد رشّحت بدورها أرمنياً من آل دمرجيان هو بيار دمرجيان.
أما الكتلة الشعبية فقد رشّحت ناريغ أبراهاميان لهذا المقعد.
وفق ما تقدّم، يشير الخبراء الانتخابيون الى أن التنافس على المقعد الأرمني في شكل أساس يتركّز بين لائحتي التيار-الحزب-الطاشناق، وميشال ضاهر مع حلفائه، من دون اقفال الباب على مفاجآت قد تحدث بوصول لوائح غير منتظرة الى الحاصل المطلوب.
عندها، يمكن أن تتكرر مسألة الفوز بالمقعد الأرمني، ببضعة أصوات تفضيلية لا أكثر. فهي معركة الحواصل والكسور، أكثر منها معركة الأصوات التفضيلية.