المواجهة ولا شيء آخر
أتوجّه للرأي العام بمناشدة صريحة بأن قراركم ليس ملككم، فأصواتكم لا تنعكس حصرياً عليكم بل على مجتمع ووطن بأكمله، لسنا في زمن المسايرة ولا نقصد التقليل من هواجسكم ومعاناتكم فجميعنا نعيش تحت وطأة الأزمات وفقدان الثقة والأمل، ومطلوب بإلحاح مواجهة هذه العوامل المشجعة على الإنكفاء، ولهذه الأسباب جميعها علينا عدم الإنكفاء…
نحن في خضم حرب باردة، وكما في الحرب الحامية هناك من يختبئون في الملاجئ وهناك حفنة من الشجعان يحملون السلاح ويبذلون دماءهم من أجل وطنهم، في الحرب الباردة، المنكفئون هم رواد الملاجئ الذين يرتضون حكم المنتصر في هذه الحرب ولو على حساب مبادئهم ومعتقداتهم وأسلوب عيشهم…
قد يكون التغيير ممكناً وقد لا يكون ولكن هذا لا يعني أن لا نحاول، في تاريخ الشعب اللبناني محطات عديدة أثبت خلالها الشعب قدرته على التغيير السلمي، آخرها محطة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري عندما حوّل اللبنانيون الإحباط إلى غضب أسفر عن انسحاب جيش الإحتلال السوري من لبنان، الحزب الفارسي ليس قدراً إلا بقدر ما نسمح به إرادياً، فليفرض نفسه بقوته وليس بانكفائنا…
أيها المنكفئون أخرجوا من ملاجئكم وواجهوا بالصوت الحي، إرتفعوا فوق أحزانكم وقلقكم ويأسكم وشاركوا في إسقاط منظومة الفساد والسلاح، لأن انتصارهم لن يكون إلا بسبب صمتكم، إنضموا إلى المعركة فالملاجئ لن تبعد عنكم الأذى.