الوقت ينفد يا يسوع
في مثل هذه الأيام منذ ١٩٨٩ سنة دمر يسوع مملكة الحقد وتحدى دساتير المزيفين.
٧٠ قاضياً جلسوا تحت سماء شاحبة تقطر دموعاً يحاكموا أبن الأنسانية في أفظع اعتداء لم يعرفه التاريخ منذ تكوين الأرض اَي منذ ١٤ مليار و٤٠٠ مليون سنة.
أمبرطورية لا تغيب عنها الشمس جمعت حشودها في “الجلجلثة” قرب القدس ليشاهدوا “ملك المجد” مكللً بالشوك ينزف بالدم لعهد جديد رسم للبشرية طريق الحضارة وأيقظ روحهم من تعاليم الموت وصفائح الذل، ووضع في نفوسهم عزة الخلق.
“يا ابي بين يديك استودع روحي”
واجه يسوع بيلاطس بصلابة وتحدياً، غير آبه بملايين الجموع والحشود التي كانت تُنادي أصلبه أصليه، وقف أمامهم صلباً كالطود دون ان لا ترف له جفن وقاوم وحده دستور البشاعة الذي قتل الآف الناس، ولم يستسلم لهم رفع نبرة صوته حتى فاضت علو السماء.”مملكتي ليست من هذا العالم”
صلبوك يا معلم لأن رسالتك قوضت مملكتهم، وأسقطت جبروتهم
صلبوك يا سيدي لأنكَ العملاق وهم الأقزام، لن ندع الدمع ينهرق على وجنتينا جعلنا وجوهنا مكان لصليبكَ وعلى جباهنا ثالوث مقدس.
صَلَبوكَ لأنك عَريت اجرامهم ورفعت قيمة الأنسان ليكون وجه للحق.
صلبوكَ يا الهي لنكون ابناء النور رفضاً لعصور الظلام وخشبية سلطات القمع والتزوير وسياسة العبيد.
في الجمعة العظيمة من كل عام تتنفس الأرض حرية، وتُرسل الشمس نورها بحرارة الأيمان المقدس ويُبهر القمر ضوئه، وحدها السماء تعصر دموعها تتذكر ملحمة الموت والقيامة التي غيرت وجه التاريخ.
يسوع لم يهرب من امام جلاديه وطغاة القوم واجههم بشجاعة لا توصف كي يُسقط الأجرام.
يسوع لم يَسقط مستسلماً فرح التضحية يسكنه لبناء عالم جديد يليق بعشاق الحياة.
يسوع وحده تحدى ٥٦ مليون ٨٠٠ الف شخص من الأمبرطورية الرومانية ليقول لهم “اعلموا الحق والحق يحرركم”
يسوع لم يكن يملك مصارف ولا جيوش ولا ترسانات من الأسلحة ١١ تلميذاً رافقوه مسحورين لتغيير قواعد التاريخ وفعلوها.
يسوع لم يرضى ان تُنتهك الأنسانية وتسبح فوق مستنقعات الرذيلة، وقف بوجه الطغاة اولاد الأفاعي ليعلمهم درساً ما زال يؤلمهم حتى اليوم والى أبدالآبدين.
يسوع رفض ان تُستبدل قوانين الحرية بالمال والشعوذات وتقييد إرادة الآخر،
حمل سوطه ورذل شذاذ الآفاق.
يسوع اطلق اول انتفاضة في التاريخ ضد الظلم تسلح بالحكمة وحارب بالكلمة وتقدم على مضطهديه بالقوة.
يسوع حمل صليبه مبتسماً ونُزف سعيداً وأضُهدَ ثائراً وقاوم متمرداً وقام منتصراً وها هو العالم يَشهد على ذلك.