الى الفوضى الخلّاقة درّ…
لبنان في نظر العالم يزحل من مكانه على الخريطة الدولية، وكل المنظمات والهيئات العربية والعالمية الشقيقة والصديقة باتت تنظر بعين الرأفة الى هذا البلد، والشفقة على اللبنانيين وسئمت من طبقة سياسية اطاحت فرص النجاة للبنان، وكل النصائح والتمنيات والتوسلات لاعتماد السبيل المؤدي الى استعادة الدولة باتت غير موجودة. ومع هذه اللامبالاة من المسؤولين والقيمين على شؤونه لم تعد حاجة الى اي تصنيفات سلبية او سوداوية بعدما بلغ الدرك والقعر على كل الصعد وباتت غير ذات جدوى. فلبنان بانهياراته السياسية والمالية والاجتماعية والمعيشية استبق كل التصنيفات واصبح بالفعل دولة فاشلة يصارع خطرا وجوديا تذخره طبقة سياسية باداء يدعي الوطنية وعقل مدمر يرتدي شعارات مزيفة فيما هو في جوهره يمارس التضليل والنفاق ويقامر بلا شفقة ولا رحمة بحاضر اللبنانيين ومستقبلهم ويمنع قيامة وطن مهدد بالسقوط والاندثار.
النائب السابق فارس سعيد يقول لـ”المركزية” في هذا السياق: “من المؤسف ان لبنان ينزلق سريعا الى الفوضى العارمة والشاملة التي بدأت معالمها بالظهور على الارض ليس في طرابلس او غيرها من المناطق الفقيرة وحسب بل في بدارو الحي الاكثر رقيا وتقدما وهو معروف منذ القدم بسكانه الميسورين. خلاصته اذا انتفضت بدارو فكيف سيكون الحال في الاحياء الاخرى الفقيرة حيث باتت الناس تخاف الخروج من منازلها. السؤال الذي بات على كل شفة ولسان اين الجيش الضامن الوحيد للاستقرار والاطمئنان،علما انه لن يكون في وسعه عما قريب ترك الامور على غاربها وللاقدار لئلا يتهم بسكوته وعدم تدخله بالمساهمة بالتصعيد وتعميم الفوضى”.
ويتابع: “الحل قبل الانفجار الكبير، المبادرة الى انتخاب رئيس للجمهورية وملاقاة الداخل للخارج الذي ابدى اكثر من مسعى واهتمام لملء الشغور واخرها اللقاء الخماسي في باريس الذي انتهى الى تقريب وجهات النظر من خلال الاجماع على مرشحين هما الوزير السابق سليمان فرنجية وقائد الجيش العماد جوزف عون والذي يحظى بتأيد عربي واميركي وهو الاقدر على ضبط الاوضاع ووقف الانهيار ووضع البلاد على سكة التعافي”.
وردا على سؤال قال: “ان التعديل الدستوري لترشيح قائد الجيش يصبح تفصيلا صغيرا عندما تأتي كلمة السر بوجوب ملء الشغور. وكما قلت لن تكون بعيدة كثيرا بعدما بدأت عمليات هز الامن والاستقرار في غير منطقة من لبنان الذي بات يترقب الفوضى الخلاقة”.