انفتاحٌ دوليّ واعد على لبنان: صمودُه رهن الانتخابات!
يبدو ان خيار الانفتاح على بيروت ومد اليد لها بعد فترة قطيعة، يتصدّر التوجهات الدولية في المرحلة المقبلة، وفق ما تقول مصادر سياسية -دبلوماسية لـ”المركزية” تشير الى ان هذا المنحى يفترض ان يُثبّت بعد 15 ايار المقبل التاريخ المحدد للانتخابات النيابية، وسط رهان خارجي كبير على ان تحمل تغييرا في موازين القوى وهوية الطبقة الحاكمة، وإلا أعيد النظر في هذا القرار برمّته.
في خانة التعاون واعادة مد الجسور بين العالم ولبنان، يصب مثلا الاعلانُ عن نية البابا زيارة لبنان في حزيران المقبل. وقد أكد البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي أننا “نتطلع الى اليوم الذي سيأتي فيه البابا الى لبنان بعدما يتم تحديد تاريخ الزيارة وبرنامجها.” ولفت من قصر بعبدا الى أن قداسة البابا سيحمل معه كلمة رجاء الى لبنان وسيؤكد للبنانيين ان بعد هذا الليل الطويل الذي يعيشونه سيكون هناك فجر، كما انه سيشدد على قيمة لبنان وينوّه بدوره وبتعدديته وديموقراطيته.
يُضاف الى هذه المحطة، قرارُ دول مجلس التعاون الخليجي اعادة سفرائها الى بيروت بعد ان غادروها منذ اشهر. امس، عاد السفير السعودي وليد البخاري والسفير الكويتي عبدالعال القناعي كما أعلن اليمن عن عودة سفيره لممارسة مهامه الدبلوماسية في بيروت، وذلك استجابة لإعلان الحكومة اللبنانية، التزامها وقف كل الأنشطة والممارسات والتدخلات العدوانية المسيئة للدول العربية، وتماشياً مع الجهود المبذولة لعودة لبنان لعمقه العربي. وعبرت وزارة الخارجية اليمنية في بيان عن تطلعها لتعزيز العلاقات مع الجمهورية اللبنانية، وبما ينسجم مع العلاقات التاريخية التي تجمع البلدين والشعبين الشقيقين، مجددة تأكيد موقف اليمن الداعم لكل ما من شأنه الحفاظ على أمن الجمهورية اللبنانية واستقرارها.
في هذا الاطار ايضا، يمكن وضع الاتفاق الاولي الذي تم توقيعه بين الحكومة اللبنانية وصندوق النقد الدولي. فهذه الخطوة تؤكد ان ثمة رغبة دولية بالاستمرار في مسار المفاوضات والتعاون مع لبنان الرسمي في المرحلة المقبلة. فهذا التفاهم وُضع كحجر زاوية للاتفاق الاوسع والاشمل والنهائي الذي يُفترض ان يتم ابرامه بين الصندوق ولبنان، لكن بعد الانتخابات المرتقبة، وتحديدا مع السلطة السياسية التي ستفرزها صناديق الاقتراع في 15 ايار المقبل.
انها اذا مرحلة واعدة، تضيف المصادر، اكان على الصعيد الدبلوماسي او السياسي او الاقتصادي، لكن يبقى الاساس ان يُحسن اللبنانيون الخيار في الاستحقاق المنتظر. اما اذا جددوا للاكثرية ذاتها، فإن هذه الاجواء الايجابية كلّها مهددة بالتبدد من جديد…