كفى مكابرة يا سيد
اقتصرَت خسائرُ الضربةِ الإسرائيلية على مخزنِ الأسلحةِ والصواريخِ في البقاع على الحدّ الأدنى من الخسائر البشرية، وفضحَت الحدّ الأقصى من بدائيةِ وهمجية الحزب فكراً ونهجاً، وإهمالاً لبيئتهِ قبل أي أحدٍ وشيءٍ آخر. ولو كان هذا المخزن المستهدَف في منطقة أكثر اكتظاظاً، لشهدنا ما هو أعظم بكثير. لا أريد تخيّل المشهد ولا أتمناه لأعدائي. ولا شكّ بأنّ هذه المخازن منتشرةٌ تحت البنايات، وسكانُها من العائلاتِ ذنبُها أنّها صدّقت يوماً ما كلامَ السيدِ ومكابرتهِ عن توازن الردع والرعب، وعلى الأرجح أنّها صفّقت له طويلاً ووقوفاً وكررت مع الحشود “لبيك يا نصرالله”…
الحزب ليس جاهزاً للحرب، وغير مؤهلٍ لحمايةِ شارعٍ قبل أن نتحدّث عن لبنان. ومكابرتهُ بامتلاكِ عددٍ هائلٍ من الصواريخ الذكية والدقيقة لا تنفعُ ما دامت ذهنيتُهُ غبيةً وعشوائية… وإعلاميةً ودعائية. أسيادُ السيد في طهران الذين يملكون أضعافَ وأضعافَ ما يتبجح به السيد، يحسبون مئة ألف حساب، ويذعنون مراتٍ ومراتٍ للإهانةِ والمسّ بشرفهم خشيةَ ردّةِ فعلِ إسرائيل. فيما السيد حسن لا يأبه ولا يعبأ ولا يتردد… ولا يعلمُ أنّهُ ووطنَهُ وحزبَهُ وبيئتَهُ ومقاتليهِ وسلاحَهُ أوهنُ من طائرةٍ واحدةٍ من طراز ف-16 تحلّقُ فوق كل شبرٍ من الأراضي اللبنانية، وتعرفُ ما تحتها من مخازن وأنفاق. وإذا غفلت عن شيء، يتولّى الإعلام الحربي في الحزب لفت نظرها إليه…
كل تطوّرٍ عسكري، وكل استهدافٍ لسيارة رابيد أو دراجةٍ نارية، وكل اغتيالٍ لقيادي، وكل تفجيرٍ لمخزنِ أسلحةٍ يؤكد ما قلناه ونقوله عن رفضنا للحرب، خاصةً إذا لم تكن مفروضةً علينا، كما هي حال حرب المشاغلة والدعم والإسناد، من دون أن نرى على المقلب الآخر أي نتيجةٍ ملموسةٍ أو محسوسة. والمقلب الوحيد الذي نلمسه يقوم به السيد حسن بكاميرا فيديو وميكروفون ولسان ينطقُ بخداع… صدّقه بعض اللبنانيين في بعض المراحل.
اعقل يا سيد، كفاك. فاتورةُ ضحاياك أصبحت كبيرةً جداً، والأكبرُ منها استحقاقاتُ الردود، لن تستطيع إيفاءها مهما سددت، هذا إن تجرّأت أنت وأسيادك في طهران.