تطورات متسارعة على مستوى الاقليم هل سيلاقيها لبنان مستفيدا منها؟

كعادتها، تنشغل الطبقة السياسية، والاصح “المنظومة الحاكمة” بتفاصيل داخلية وزواريب انتخابية، تاركةً الاهم والاكثر اهمية المتصل بوجع الناس وما يحاك على مستوى المنطقة من تسويات وحلول، وتقف في خانة المنتظر لما سيظهر من مفاجآت غير معلومة النتائج سلبيةً كانت ام ايجابية.

علامة النور الوحيدة التي ينتظرها لبنان، هي قدوم الحبر الاعظم البابا فرنسيس في زيارة حبرية يومي 12 و13 حزيران المقبل، ليعيد المظلة الدولية والمعنوية فوق لبنان، لعلها تقيه من تحولات المحيط بحيث لا تأتي التسويات على حسابه.

وبينما الانشغال اللبناني لا يرقى الى مستوى التحديات، تشهد المنطقة تزخيما وتأسيسا لمرحلة جديدة، وفي هذا الاطار كشف مصدر دبلوماسي لوكالة “اخبار اليوم” عن ان “مفاوضات فيينا التي لا زالت معلقة النتائج واعلان العودة الى الاتفاق النووي، على قرار من الولايات المتحدة الاميركية برفع العقوبات عن الحرس الثوري الايراني من دون استثناء فيلق القدس، عادت وتحرّكت بقوة، وان هناك معلومات مؤكدة بأن الجانب الاميركي وافق على رفع العقوبات عن الحرس ومن ضمنه فيلق القدس، وان امر الاعلان عن الاتفاق ينتظر التوقيت المناسب وبعض النقاش حول امور ثنائية لا تدخل من ضمن الاتفاق النووي ولكن هناك ضرورة لتوضيحها”.

اما الامر الاخر الذي يكشف عنه المصدر الدبلوماسي هو “ان جولة مفاوضات جديدة وعلى مستوى رفيع عقدت بين وفد الجمهورية الاسلامية الايرانية ووفد المملكة العربية السعودية، وان هذا الاجتماع لم يعقد هذه المرة في العاصمة العراقية بغداد، انما استضافته سلطنة عمان، وجاء بعد التطورات في الملف اليمني التي افضت الى هدنة والى تنحية الرئيس عبد ربه منصور هادي ونقل صلاحياته الى مجلس رئاسي، الامر الذي يؤسس الى مرحلة جديدة من وضع قطار الحل على السكة، حيث تلعب طهران دورا مساعدا ومشجعا في الوصول الى حل سلمي ونهاية الحرب”.

ورأى المصدر ان “هذين التطورين سيكون لهما انعكاس ايجابي على لبناني، بدأت تباشيره مع العودة الخليجية الدبلوماسية الى لبنان وعودة السفراء اللبنانيين الى دول الخليج، مما يعني ترييحا اكثر للوضع الضاغط سياسيا واقتصاديا وماليا على الواقع اللبناني، طالما الارادة الاقليمية هي الذهاب الى تبريد كل الجبهات تمهيدا لعقد تسوية تنهي الكثير من ملفات الصراع والتشابك”.

واوضح المصدر “ان عملية ربط بسيطة بين الانفراج الخليجي الايراني والايراني الاميركي مع الزيارة الحبرية التاريخية للبابا فرنسيس الى لبنان، توصل الى نتيجة طبيعية وهي ان هناك ارادة دولية تشكّلت ومفادها بأنه يستحيل ابقاء لبنان متروكا لمصيره، بعدما ثبت ان الدفع باتجاه الانهيار الشامل على امل اعادة تركيب الواقع بشكل مختلف سياسيا واقتصاديا اعطى نتائج عكسية، بعدما تبين بأن الجهة المستهدفة هي التي كانت اقل ضررا من الاستهداف، لا بل حوّلت التصويب عليها الى فرصة لتعزيز حضورها”.

واشار المصدر الى ان “الحل بيد اللبنانيين، والمطلوب من الداخل ملاقاة الاهتمام الدولي المستجد بلبنان، لان هناك جهوزية تامة للمساعدة على مختلف الصعد وفي كل المجالات، وعلى اللبنانيين ان يحزموا امرهم في صياغة وفاق داخلي غير مبني على المصالح والزبائنية انما على تحديد مكامن الخلل والتقدم نحو الخارج الشقيق منه والصديق بمشاريع قادرة على النهوض بالاقتصاد اللبناني من جديد وتوقف الانهيار المالي وتعيد اعمار البنى التحتية”.

زر الذهاب إلى الأعلى