حالة مرضية شائعة لدى الأطفال.. فتش عن الفقر والحرمان

كشفت دراسة حديثة أنّ حالة الفقر والحرمان قد تؤدي إلى الإصابة بارتفاع ضغط الدم الأوليّ لدى الأطفال.

وفحصت الدراسة السجلات الطبية لأكثر من 65 ألف من الشباب في ولاية دويلاوير تتراوح أعمارهم بين 8 و18 عاماً، بين عام 2014 و2019.

وخلص الباحثون إلى أنّ غالبية الأطفال الذين شُخصت إصابتهم بارتفاع ضغط الدم الأولي يعيشون في أحياء بها مستوى مرتفع من الحرمان.

وارتفاع ضغط الدم هو حالة شائعة تؤثر على شرايين الجسم، وعند الإصابة بهذه الحالة، تكون قوة دفع الدم باتجاه جدران الشرايين عالية للغاية باستمرار، مما يجعل القلب يعمل بجهد أكبر لضخ الدم.

ويُقاس ضغط الدم بوحدة الملليمتر الزئبقي (ملم زئبقي)، وتوصف الحالة عموماً بأنها ارتفاع في ضغط الدم عندما تكون قراءة ضغط الدم 80/130 ملم زئبقي أو أعلى.

وتقسم الكلية الأميركية لأمراض القلب وجمعية القلب الأميركية ضغط الدم إلى أربع فئات عامة:

• ضغط الدم الطبيعي: إذا كانت قراءة ضغط الدم 80/120 ملم زئبقي أو أقل.
• ارتفاع ضغط الدم الطفيف: يتراوح الرقم العلوي بين 120 و129 ملم زئبقي والرقم السفلي أقل من 80 ملم زئبقي، وليس أعلى منه.
• فرط ضغط الدم من المرحلة الأولى: يتراوح الرقم العلوي بين 130 و139 ملم زئبقي أو يكون الرقم السفلي بين 80 و89 ملم زئبقي.
• فرط ضغط الدم من المرحلة الثانية: يكون الرقم العلوي 140 ملم زئبقي أو أعلى أو يكون الرقم السفلي 90 ملم زئبقي أو أعلى.

ولارتفاع ضغط الدم نوعين رئيسيين:

• ارتفاع ضغط الدم الأوّلي: لا يوجد سبب محدد للإصابة بارتفاع ضغط الدم الأوّلي بالنسبة إلى معظم البالغين، وعادةً ما تظهر هذه الحالة المَرضية تدريجياً على مدى عدة سنوات. كما يؤدي تراكم اللويحات في الشرايين، والذي يسمى بتصلب الشرايين، إلى زيادة خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم.
• ارتفاع ضغط الدم الثانوي: ينتج هذا النوع من ارتفاع ضغط الدم بسبب حالة مرَضية كامنة. ويظهر غالباً فجأة ويُسبب ارتفاع ضغط الدم بمعدل أعلى من فرط ضغط الدم الأساسي.

مستوى الحرمان وضغط الدم

في تصريحات خاصة لموقع “سكاي نيوز عربية”، تقول كاريسا بيكر سميث، مدير طب القلب الوقائي للأطفال، بمركز نيمورز لصحة الأطفال، والباحث الرئيسي في الدراسة:

• الأطفال الذين يعيشون في مجتمعات شديدة الحرمان (مؤشرات التعليم والدخل والإسكان) لديهم احتمالية أكبر لتشخيص ارتفاع ضغط الدم بنسبة ٦٠ بالمئة.
• وفقا للبيانات المنشورة سابقاً، تأكدنا أن العديد من الأطفال قد استوفوا معايير تشخيص ارتفاع ضغط الدم.
• واجهنا تحدياً في الدراسة، وهو أننا لم نتمكن من قراءة ضغط الدم بالتفصيل لدى الأطفال، لكننا استطعنا الوصول إلى التشخيص الذي يفيد فقط بإصابتهم بضغط الدم.
• نعتقد أنّه يمكن الاستفادة من نتائج هذه الدراسة على نطاق أوسع، ونقوم حاليا باستكمال التحليلات التي تساعدنا في تحقيق هذا الهدف.
• نعكف في المرحلة المقبلة على تقييم النتائج التي توصلنا إليها لدى عدد أكبر من السكان، فضلاً عن مراجعة المكونات الفردية لمؤشر الحرمان.

وتقول سميث: “إن معرفة عوامل الخطر التي تتسبب في ارتفاع ضغط الدم عند الشباب يعد أمر ضروري، من شأنه تفادي الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية في وقت لاحق من الحياة”.

وتتابع: “تسلط دراستنا الضوء على أهمية مراعاة العوامل المتعلقة بمستوى الحرمان الاجتماعي عند تشخيص ارتفاع ضغط الدم”.

وجد الباحثون أن العلاقة بين ارتفاع مستويات الحرمان والفقر، وارتفاع ضغط الدم الأولي لا يضاهيها سوى تشخيص السمنة، فيما لم تجد الدراسة أي ارتباط بين العرق أو الإثنية والإصابة بارتفاع ضغط الدم الأولي.

زر الذهاب إلى الأعلى