رسالة أميركية: على الحزب ألّا يعتقد أن الولايات المتحدة تستطيع منع إسرائيل من مهاجمته
لا تزال الزيارة الأخيرة لمبعوث الرئيس الأميركي إلى لبنان، آموس هوكشتاين، تتصدّر اهتمام وسائل الإعلام العربية والدوليّة، مع ارتفاع مؤشّرات تحوّل المواجهات بين إسرائيل و”الحزب” إلى حرب واسعة. وذكر مستشار الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي، أنه “يوجد إجماع في المجتمع الإسرائيلي بشأن تغيير الواقع قرب الحدود مع لبنان”. ولفت إلى أن “المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين متفائل ويرى أن المرحلة الثالثة من القتال بغزة ستدفع الحزب لخفض حالة الإسناد المعلنة”، مضيفا “نحن والإدارة الأمريكية نؤمن بالمسار الدبلوماسي ولكن إذا لم نتوصل لتسوية سنلجأ للتغيير بوسائل أخرى”. وشدد هنغبي على أنه “حاليا نفضل أن نركز اهتمامنا على المسار الدبلوماسي”.
ارتفاع الخطر
في هذا الشأن، نقل ذكر موقع “أكسيوس” أنّ هوكشتاين أبلغ المسؤولين اللبنانيين أن الحزب مخطئ في الاعتقاد بأن الولايات المتحدة ستكون قادرة على منع إسرائيل من غزو لبنان إذا استمرّّت الهجمات. بدوره، نقل موقع “بوليتيكو” عن مسؤول أميركي قوله إنّ خطر الحرب بين الحزب وإسرائيل مرتفع هذا الشهر، كما ارتفع خطر سوء تقديرهما للوضع. وأشار الموقع نقلاً عن مسؤولين أميركيين إلى أنّ واشنطن ستساعد إسرائيل في الدفاع عن نفسها إذا نفذ الحزب ضربات انتقامية. وقال المسؤولون، حسب الموقع، إّن على الحزب ألّا يعتقد أن الولايات المتحدة تستطيع منع إسرائيل من مهاجمته.
وحذّر مسؤولون أميركيون وغربيون، في محادثات مع نظرائهم اللبنانيين، من أن إسرائيل جادة في تهديداتها وتعتزم التحرك عسكرياً ضد لبنان، إذا ما فشلت المساعي للتوصل إلى تسوية سياسية، تنهي المواجهات الحدودية المتصاعدة بين الحزب وجيش الاحتلال الإسرائيلي، حسب ما أوردت الإذاعة العامة الإسرائيلية (“كان- ريشيت بيت”)، صباح اليوم الثلاثاء.
يأتي ذلك على خلفية تصاعد القلق الدولي إزاء تصاعد المواجهات الحدودية المتواصلة منذ 8 تشرين الأول الماضي بين إسرائيل والحزب، على خلفية الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة، وتزايد خطر نشوب صراع أوسع في المنطقة بمشاركة إيرانية، وسط مساع للتوصل إلى حل دبلوماسي، فيما يربط الحزب التهدئة بإنهاء الحرب على غزة.
تحذير استثنائي
ونقلت الإذاعة العامة الإسرائيلية عن مصادر وصفتها بـ”المطلعة” قولها إن الدبلوماسيين الغربيين يطالبون لبنان بكبح جماح الحزب، ويشددون على أن “إسرائيل جادة عندما تقول إنها ستتحرك” عسكرياً ضد لبنان، لضرب قدرات الحزب وإبعاد مقاتليه عن المنطقة الحدودية جنوبي لبنان إلى ما وراء نهر الليطاني شمالاً. وذكر موقع “بوليتيكو” أن المسؤولين الأميركيين وجهوا “تحذيراً استثنائياً” للحزب مفاده بأنه “لا تفترضوا أن واشنطن ستكون قادرة على منع إسرائيل من مهاجمتكم”، ونقل الموقع الأميركي عن مصدر مطلع أن “الرسالة الأميركية، التي تم نقلها بشكل غير مباشر عبر وسطاء، تهدف إلى منع الحزب من التصعيد في مواجهة إسرائيل”.
ولفت التقرير إلى أن الرسالة الأميركية للحزب تأتي كذلك “على خلفية اعتقاد العديد من المسؤولين الأميركيين أن إسرائيل ستنفذ عملية كبيرة ضد الحزب داخل لبنان في الأسابيع المقبلة”؛ علما بأن رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، صرّح بأن إسرائيل قد ترسل مزيداً من القوات إلى الشمال، مع انتهاء العمليات الشديدة في غزة. وقال مسؤولان أميركيان لـ”بوليتيكو” إن الحزب “بحاجة إلى أن يفهم أن واشنطن ستساعد إسرائيل في الدفاع عن نفسها إذا تدهور الوضع”. وشدد المسؤولون أنفسهم على أنه لا ينبغي للحزب أن يعتمد على الولايات المتحدة للجم عملية صنع القرار في إسرائيل؛ وذلك مع تصاعد الدعوات في تل أبيب لشن حرب أوسع على لبنان والحزب.
وأضاف المسؤولان الأميركيان أن “إدارة بايدن ستساعد إسرائيل في الدفاع عن نفسها في أي سيناريو ضد الحزب، بدءًا من تجديد المخزون الصاروخي لنظام القبة الحديدية وحتى تقديم المعلومات الاستخبارية”. وأضافا “إذا تعرضت إسرائيل لضغوط شديدة، فقد تقدم لها الولايات المتحدة المزيد من الدعم العسكري المباشر”، من دون الخوض في تفاصيل حول ما يعنيه ذلك.
غالانت يؤكد..
ومن واشنطن، أكد وزير الدفاع الاسرائيلي، يوآف غالانت، هذا الكلام. إذ قال إن “واشنطن وجهت رسالة للحزب بأنها قد لا تمنع إسرائيل من شن هجوم واسع”. كما كشفت هيئة البث الإسرائيلية عن تحذيرات أوروبية وأميركية للبنان من تدخل عسكري إسرائيلي، إذا فشل التوصل إلى تسوية مع الحزب. وأشارت وزارة الخارجية الأميركية إلى أن وزير الخارجية أنتوني بلينكن بحث مع غالانت أهمية تجنب التصعيد، والتوصل لحل دبلوماسي يسمح للعائلات الإسرائيلية واللبنانية بالعودة لمنازلها.
من جهتها، أفادت صحيفة “إسرائيل هيوم”، بأن “حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو ستمدد إقامة الإسرائيليين الذين تم إخلاؤهم من الشمال في الفنادق، وذلك حتى نهاية آب”. كذلك نقلت الصحيفة عن وزير الطاقة والبنية التحتية الإسرائيلي قوله: “تم تجاوز الخطوط الحمر وفرصة تنفيذ عمل مهم في الشمال تتزايد”.