صراع على الرغيف بين النازحين السوريين والمقيمين
ما كاد قرار عودة الافران الى صناعة الخبز يدخل حيزالتنفيذ، حتى برز صراع آخر ينتظر المواطن، هذه المرة من خصمه «اللدود» النازح السوري وقد بدأ ينافسه في رغيفه الذي وُزِّع امس بالقطارة، وبدأ السباق بينهما من يصل الى رغيف الخبز اولاً. صراع الخبز الذي برز في كفرجوز حيث سيطر النازحون على خبز المحلة، كاد يشعل ازمة، سيما وان المواطن لم يجد رغيفه بسهولة نظراً لانه وزع بالقطارة وبالكاد حصلت كل دكانة على 10 ربطات، وهي كمية لا تسد حاجة العائلات التي ترى أن ازمة الرغيف من اخطر الازمات على الاطلاق، وقد تشعل ثورة، فيما لو شهدت شد حبال جديدة…
يدرك الجميع ان الوجود السوري بات خطراً على كافة المستويات، وجاءت ازمة الخبز لتكشف حجم المخاطر المحدقة التي قد تشعل فتيلاً في اي لحظة، وهو ما دفع وكيل اصحاب المطاحن في الجنوب علي رمال للتأكيد «ان النازح يقاسم اللبناني في رغيفه المهدد بالانقطاع مجدداً في اي لحظة، والحل بعودته الى بلاده، فبعودتهم يخف الضغط عن الرغيف، كان الاجدى بالدولة اعادتهم الى بلادهم بدلاً من اعدام فئة كبيرة من المعدومين في هذا الوطن».
جرّت الانتخابات الويلات على المواطن، فقد كان متوقعاً كل شيء الا المس برغيف الفقراء ومهن المعترين، فقرابة 4200 عائلة مهددة بالبطالة جراء قرار وزارة الاقتصاد وقف مدهم بالطحين المدعوم، فباتوا امام خيارين: إما شراء طن الطحين بـ20 مليون ليرة، او الاقفال، وكلاهما اقسى من الآخر.
كل ذلك يحصل ونواب النبطية غائبون عن السمع، أقفلوا هواتفهم عن سماع ازمات الناس، بعدما سحبوا اصواتهم في صناديق الاقتراع، لم يتدخل أحد منهم لحل ازمة رغيف الجنوب، استمروا في تقبل التهاني بفوزهم، فيما يتخبط المواطن بأزماته التي انفجرت وتفاقمت بمجرد اقفال صناديق الاقتراع، ما حدا بكثيرين للسؤال «اين نواب النبطية من ازماتنا الحالية؟ ما هو تعليقهم على ما آلت اليه الاحوال»؟
صحيح ان وزير الاقتصاد سحب فتيل الازمة من الشارع، بتأمين الطحين المدعوم للمطاحن التي تغذي الجنوب بالطحين، ما اعاد دوران الافران وانتاج الخبز، غير ان قراره جاء على حساب قطاع افران المناقيش والباتيسري وقد هددوا بالتصعيد، ومصادرة اي شاحنة طحين مدعوم في الشارع وبإفراغها في خزانات بلاستيك ستجهز في كل المناطق اعتباراً من اليوم. ولفت رمال الى «أننا قد نكون امام تكرار سيناريو مصادرة صهاريج المازوت، لكن المشهد سيكون اقوى لانه لغة الجوع وقطع الارزاق تكون، «عليي وعلى أعدائي»، بإستثناء الشاحنات التي تنقل طحيناً الى مخابز الجيش اللبناني ونحن نعرفها جيداً».
ويتجه اصحاب تلك الافران للتصعيد نهار الثلثاء المقبل مع نفاد كميات الطحين الموجودة لديهم مؤكدين أن تحركهم قد يشعل ثورة حقيقية، ثورة العمال والفقراء والسائقين؟
إذاً، لم تنته فصول ازمة الطحين والرغيف والمنقوشة بعد، فهي تخضع لسياسة الترقيع والتلزيق قبل رفع الدعم نهائياً ويرى كثر ان رفع دعم طحين المناقيش سيستتبع سريعاً بقرار رفع الدعم عن الطحين نهائياً، ما يعني ان سيناريو تجويع الناس دخل حيز التنفيذ وخطوته الاولى بدأت مع اعدام قطاع المناقيش. فهل يشعلون الثورة كما يهددون؟ ام يخضعون للابتزاز السياسي؟