غداً أول أيام سقوط عهد النفق والنفاق

تبدأ الإنتخابات النيابية يوم غد في 6 أيار 2022 في بعض دول الإنتشار ويعلن الناخبون اللبنانيون بدء العد العكسي لنهاية العهد الذي أدخل اللبنانيين في النفق المظلم وتياره الذي مارس ولا يزال يمارس أقبح وسائل النفاق السياسي وسقوط تحالف الفساد والسلاح الذي تسبب بمآسي لا تعدّ ولا تحصى وأدخل لبنان وشعبه في حلقة تيئيس جهنمية تكاد أن تعدم أي أمل وإرادة في مواجهة طغاة العصر وكأنما ما يحصل هو قدر لا مفر منه، وكأن الرضوخ له هو أهون الشرور، فيما الحقيقة هي غير ذلك تماماً، والتاريخ مليء بالأمثلة حول إرادة الشعوب في تقرير مصيرها وتغيير مسار الأحداث، سلمياً أم عنفياً.

نتطلّع إلى اللبنانيين المنتشرين الذين يعتبر البعض أنهم متحررون من الضغوط التي يتعرّض لها المقيمون، وهذا خطأ شائع، فاللبنانيون أينما كانوا يعيشون المأساة وأضيفوا إليها معاناة الغربة، ونحن جميعنا أمام واجب المشاركة مهما كانت المعوقات على اعتبار أن هذه المنظومة لن تسهّل لنا أمورنا للإطاحة بها، وهذا يوجب علينا تخطي الإعتبارات والتمرّد على الواقع السياسي وتغليب صوت العقل على صوت العاطفة، فنحن في وضع اختلط فيه الحلال بالحرام، ولم يعد المنطق عاملاً حاسماً في تحديد الخيارات الواجب اعتمادها.

مستقبل لبنان يرتسم في أربعة أيام انتخابات الكلمة الحاسمة فيها هي للشعب، اللبنانيون يقترعون على حياتهم وحياة أولادهم، الرهان كبير وخطير ولا مفر منه حتى للمقاطعين الذين قد يدفعون ثمناً أكبر من المشاركين، لن تنتهي أزمتنا بين ليلة 15 أيار وضحى يوم 16 أيار، ولكن الأمل كبير وفي متناول اليد لانتزاع الأكثرية وبدء المسار التصاعدي، أما في حال عودة المنظومة إلى أكثريتها فما نشهده اليوم هو مجرّد بروفا لما سيأتي بعد الإنتخابات، فالمجتمع الدولي لن يساعد لبنان على استجرار الغاز والطاقة من مصر والأردن، كما هي الحال اليوم، وخطة التعافي لن تجد طريقها إلى التنفيذ، كما هي الحال اليوم، وجميع الوعود التخديرية ستنهار ليبدأ الألم الحقيقي، فهل نستدرك هذا المصير المؤكد ونكتسب شرف المحاولة، أم سنكتفي بالبكاء على الأطلال؟

زر الذهاب إلى الأعلى