فأقمت صلاتي واستقمت
في طفولتي الجاهلة كان الإسلام ليلة قدر تأتيني بالمال والنجاح والرزق والتميز والتفوق، علموني أن ليلة القدر لي وحدي أنا، ولن أتشارك فيها مع أحد.
في طفولتي الجاهلة كان القرآن سلم رغبات أرتقيه لأتخلص من الجوع والحاجة والخوف.
في طفولتي الجاهلة كان محمد حلمًا انتظره كل ليلة علّه يأتي ليبشرني بأني محظوظ، وأني برؤياه سأنال كل شيء.
في طفولتي الجاهلة كانت صلاتي لأجلي أنا فقط، لأجل أن أملأ فراغاتي بكل ما اشتهي، فكنت أقضي الطاعات أدعية، إن أراد الله إجابتها انشغل بمطالبي عن كل خلقه.
كبرت، وفتحت ثقبًا في ذلك الجدار، وقلبت أكوامًا من الورق بين أكفي حتى أدركت.
كبرت وأدركت أني أنا المال والنجاح والرزق والتميز والتفوق لي ولديني، وليس هو.
كبرت وأدركت أني أنا ليلة القدر لنفسي ولأسرتي وأبنائي والضعفاء في طريقي، ولكل الخلق الذين أتشارك معهم الطريق.
كبرت وأدركت أني أنا سلم يرتقي به القرآن إلى قلوب عبر قلبي.
كبرت وأدركت أني أنا حلم محمّد الذي عليّ أن أريه للناس حقيقة، لا تبجحًا وادعاءً، وأن حيازتي وعيًا، يقي الخلق شري وإضراري، هو الحظ بعينه لنفسي وسواها.
كبرت وأدركت أن عملي وسعيي هما صلاتي، وأن جهدي وجدي هما دعائي الذي أحقق به حاجات السائلين.
كبرت وأدركت أن ليس مهمة الله تحقيق مطالبي أنا، بل إني أنا مطالب بتحقيق الإنسان لأتم نعمة الحب والسلام في الأرض.
كبرت وأدركت أن أعظم العبادات وأوفرها وأثبتها كثير من الحب، قليل من الأنا، ووفرة من النقاء والصفاء والوضوح.
وبذلك أكون قد أقمت صلاتي واستقمت.
كل مولد نبوي والخلق بخير.