لا يملك نصرالله إلا المكابرة
يواصل السيد نصرالله مسلسل شحن المعنويات لدى بيئته، وكأنه ممسك بقواعد اللعبة، وكأن جبهة الجنوب تتوقف أو تستمر وفقاً لقراره، وكأن تسليمه قرار الحرب والسلم يأتي من الدولة اللبنانية ودولة إسرائيل على حدّ سواء. وهذا لم يعد جنون عظمة بل جنوناً صافياً لم يصل إلى مستواه أعتى الطغاة…
إشارة نصرالله إلى الكلام الصادر عن الجيش الإسرائيلي حول النقص في الدبابات هو دليل الغريق المتمسك بخشبة الخبريات، متجاهلاً توقيت الكلام الذي يسبق زيارة نتنياهو إلى واشنطن وما سيحمله في طريق العودة من جسر جوي لتزويد إسرائيل بأسلحة أشد تطوراً وفتكاً ومن كافة الأنواع. فيما يستخدم نصرالله مسيرة كهربائية لتخدير شعبه وطمأنته، وهذا ما لم يعد يصدّقه حتى بيئته التي دفعت وتدفع ثمناً غالياً قتلاً وتهجيراً ودماراً وعزلة…
هذا الدجل الممانع يسقط كل صباح ومع كل استهداف لقيادييه وكوادره وعناصره. إسرائيل تملك زمام المبادرة وتملك الحجة والدعم الدولي، فيما يستمر الحزب بالمكابرة رغم الإحصاءات التي تؤكد بأنه معزول في الداخل. وعلى أمل أن تكتفي إسرائيل وأن يتمكن المجتمع الدولي من ردعها عن توسيع رقعة النزاع ليخرج السيد من تحت الأنقاض ليعلن انتصاره، وبئس الإنتصارات.