ليلى رزق مذبوحة بصيدليتها: اعتداء جنسي قبل السرقة والقتل؟

لبت معظم صيدليات لبنان الدعوة وأقفلت أبوابها حداداً على الضحية

حوالى السّاعة السّاعة السّابعة من مساء نهار الإثنين 18 نيسان الجاري، وجدت الصيدلانية ليلى رزق مضرجةً بدمائها في مرحاض صيدليتها في محلة المروج-المتن الشمالي. واتضح لاحقًا أن ابنتها التّي قصدت صيدلية أمها بعد انقطاع التواصل معها منذ السّاعة الثالثة والنصف من عصر اليوم نفسه، وجدت صندوق المال مسروقًا، وأمها مذبوحة، وما لبثت أن حضرت القوى الأمنية والأدلة الجنائية وباشرت بالتحقيق. كما تجمهر السكان حول مسرح الجريمة وسط ذهول وغضب كبيرين.

معطيات مختلفة

أشارت معلومات أولية إلى أن الضحية التّي كانت تعمل في صيدليتها، والقاطنة في بلدة إنطلياس-النقاش، قد قُتلت ذبحًا بعد الاعتداء جنسيًا عليها وسرقة المال من صيدليتها. وروّج نقيب الصيادلة هذه المعلومة، فيما أشار الطبيب الشّرعي إلى أن الضحية لم تتعرض لأي اعتداء جنسي، بل توقف الأمر على القتل. وما أن سمع مسؤولون الخبر حتى توجه كل من نقيب الصيادلة جو سلوم ووزير الداخلية والبلديات بسام المولوي إلى مكان الجرم الموصوف. واستنكر سّياسيّون الجريمة، منهم ابراهيم كنعان والياس بو صعب، داعين “لوقف الاستهتار بحياة الناس والتفلت الأمني وتقييد غير اللبنانيين”.

إضراب صيدليات

أثارت قضية القتيلة ليلى رزق لغطًا وجدلاً واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي في لبنان. وتضاربت المعلومات التّي انتشرت. وأشار مصدرٌ أمني في محلة المروج-المتن الشمالي لـ”المدن” إلى أن “دوافع القتل ما زالت مجهولة، وكذلك المجرمون الذين رجحت التحقيقات أنهم من غير اللبنانيين. وبالفعل تم الاعتداء جنسيًا على الضحية وقتلها ذبحًا عند السّاعة الرابعة عصرًا الأمس، وسرق صندوق الصيدلية. واعتمدت التحقيقات على كاميرات المراقبة في محال أخرى، لأن الصيدلية غير مزودة بكاميرات مراقبة”.
وذكر نقيب الصيادلة جو سلوم أن بعض خيوط الجريمة قد باتت ظاهرة، وأن النقابة ستدعي على القاتل/القتلة فور صدور نتائج التحقيق، مشيرًا لوحشية الجريمة.

ويُذكر أن النقيب نعى سابقًا القتيلة ليلى رزق، وأعتبر مقتلها جريمة وحشية وضربة قاضية للأمن في لبنان، مطالبًا الجهات المعنية باتخاذ الإجراءات المناسبة وضبط الحدود. وقد دعا في بيان سابق الصيدليات إلى الإضراب حدادًا على القتيلة، ودعا السّلطات إلى التزام دورها ووقف الفلتان الأمني والأخلاقي. وقد لبت معظم صيدليات لبنان الدعوة وأقفلت أبوابها، في حين وقف عدد من زملاء القتيلة والمعارف أمام صيدليتها منذ صباح اليوم احتجاجًا وحدادًا.

من هي الضحية؟

وليلى رزق متأهلة، أم لثلاثة أطفال، منتسبة لنقابة الصيادلة، وعملت زهاء عشرين عامًا في مهنة الصيدلة. وقد أدت ظروف مقتلها وما يحيط بها من تفاصيل مروعة إلى خوف واستنكار عامين. فجريمة أنصار لم يمض عليها وقت طويل لينضم إليها مشهد آخر من سلسلة اعتداءات وجرائم متكررة في حق مواطنين عمومًا، والنساء منهم خصوصًا. ودعا لبنانيون القضاء والأمن إلى التحلي بأخلاقيات إنسانية ومهنية والعمل على وقف هذا التفلت المستشري على كافة الأراضي اللبنانية، والذي يدفع مواطنون حياتهم ثمنًا له، نتيجة التراخي والاستهتار والتفلت اللاقانوني. في حين لا عدالة سريعة إن وجدت يبت بها القضاء، ولا ضمانة للحماية تقدمها أجهزة الأمن.

زر الذهاب إلى الأعلى