ما مخاطر تناول الشوكولا قبل النوم؟

مَن منّا لم يشعر يوماً برغبة شديدة في الحصول على مذاق حلو بعد الانتهاء من وجبة العشاء؟ بالنسبة إلى الكثيرين، إنّ تناول الشوكولا هو الوجبة الخفيفة المثالية في وقت متأخر من الليل لإرضاء الشهيّة على الحلويات. ولكن هل يسبّب هذا السلوك مشكلات صحّية معيّنة؟

شرحت اختصاصية التغذية أماندا هولتزر، من مدينة نيويورك، الأسباب التي تجعل استهلاك الشوكولا قبل الخلود إلى الفراش فكرة سيّئة جداً:

– عرقلة النوم

يحتوي الشوكولا على 3 مواد كفيلة بعرقلة النوم هي الكافيين، والـ»Theobromine»، والسكّر. عند استهلاك الكافيين، يتم حظر مستقبلات الأدينوزين في الدماغ، المعروفة بأهمّيتها لإبطاء النشاط العصبي، وخفض حركة الجسم، والتشجيع على النوم. أمّا مُركّب الـ»Theobromine»، الذي يمنح الكاكاو مذاقه المرّ، فقد يزيد من معدل دقات القلب ويسبّب الأرق. في حين أنّ السكّريات البسيطة تدفع الغلوكوز إلى دخول مجرى الدم سريعاً ومن ثمّ رفع مستويات السكّر في الدم. ينتج عن ذلك زيادة الطاقة والوعي، وبالتالي التأثير سلباً في جودة النوم ومدّته.

– تحفيز الالتهاب

إنّ عدة أنواع من الشوكولا، خصوصاً تلك المصنوعة بالحليب والشوكولا الأبيض، تكون غنيّة بالسكّر. ومن المعلوم أنّ هذا الأخير يعزّز احتمال تعرُّض الجسم للالتهاب. ومع مرور الوقت، يستطيع الافراط في السكّر زيادة خطر الإصابة بالأمراض المُزمنة مثل البدانة، وضغط الدم المرتفع، والكولسترول العالي، والنوع 2 من السكّري. ولزيادة الأمر سوءاً، يمكن للاستجابة الالتهابية ليلاً أن تكون ضارّة بشكلٍ خاص لأنها تقلّل من جودة النوم.

– زيادة الوزن

عند الأكل في وقتٍ قريب من الليل، ينخفض حَرق الطعام وتحويله إلى طاقة، ما يعني المَيل أكثر إلى تخزين ما يتم استهلاكه على شكل دهون. وبين المحتوى العالي للسعرات الحرارية والسكّر في الشوكولا، إنّ جعل هذا السناك الحلو عادة مسائية قد يؤدي إلى زيادة الوزن، خصوصاً في حال تناول حصص إضافية من الطعام طوال اليوم.

– تعزيز الحاجة للتبوّل

يمكن للشوكولا أن يحتوي على كميات كبيرة من مادة الكافيين المُدرّة للبول. تشتهر مُدرّات البول بقدرتها على رفع ضغط الدم، وتدفقه، وإجهاد الكِلى، لتزيد بذلك الحاجة للتبوّل. ناهيك عن أنّ الـ»Theobromine» هي أيضاً مادة مُدرّة للبول، ما يؤدي إلى تأثير مزدوج عند تناول الشوكولا.

– تفاقم التعرُّق الليلي

بما أنّ الكافيين هي مادة مُنبّهة، فهذا يعني أنها ترفع نشاط الجهاز العصبي الودي، ما قد يؤدي إلى زيادة التعرُّق في الليل. اللافت أنّ هذا الانعكاس الجانبي لتناول الشوكولا مساءً قد يتضخم عند النساء اللواتي دخلن مرحلة انقطاع الطمث.

– التسبُّب بارتجاع المريء والحرقة

أظهرت الأبحاث أنّ الشوكولا يخفض ضغط العضلة السفلية العاصرة للمريء، أي الصمام الذي يُبقي الطعام والحامض في المعدة ويمنعه من دخول المريء. عندما لا تعمل هذه العضلة بشكلٍ صحيح، يمكن للحامض الموجود في المعدة أن يرجع إلى المريء ويسبّب الحرقة. واللافت أنّ هذه المشكلة تتفاقم عند الاستلقاء في السرير حيث يكون الحلق والمعدة على نفس المستوى، ما يُسهّل تدفق الحامض من المريء إلى الحلق.

إذاً، ووفق هولتزر، «يُستحسن تجنّب لوح الشوكولا قبل النوم. ولكن هذا لا يعني أنه لا يمكن الاستمتاع بشيء صغير قبل الخلود إلى الفراش. عند التفكير في وجبة خفيفة قبل النوم، يجب البحث عن طعام بطيء الهضم ويؤمّن الرضا في آن مثل الفاكهة مع زبدة المكسّرات، أو الخضار مع الحمّص، أو اللبن اليوناني مع التوت».

زر الذهاب إلى الأعلى