مستشفى عجلتون الوحيد في المنطقة في وجه الإقفال… هل ينقذ الاستثمار مصير المرضى؟

يبدو أنّ الاتّصالات والجهود المكثّفة لتفادي نهاية مأسوية قد أثمرت نتائج ايجابيّة، لن يكون على مستشفى عجلتون أن يقفل أقسامه أو حتى أبوابه، خصوصاً أنّه المستشفى الوحيد في وسط كسروان، وسنكون أمام الحلّ الأنجع في استثماره وإنقاذ ما تبقّى من القطاع الاستشفائيّ الذي يحتضر في هذه الأزمة.

لكن هل سيكون السيناريو المأساوي الذي يواجه مستشفى عجلتون الأخير في ظلّ الأزمة المستشرية التي تزداد سوءاً؟ تتراكم الكوارث على القطاع الاستشفائيّ، ومن كان يهدّد بات اليوم يواجه خطر الإقفال حقيقة ويجعل مصير عشرات المرضى معلّقاً في المجهول؟ فهل من وضع أسوأ من الذي وصلنا إليه؟

هذا المستشفى الذي يتبع للرهبانيّة يحاول إيجاد الحلّ بعيداً عن الإعلام، تكتّم واضح يلفّ ملفّ المستشفى، لاسيّما أنّه لم يُبلغ وزارة
الصحّة بما يمرّ به وإقفال أقسامه، وهو إجراء بديهيّ على كلّ مستشفى اللجوء إليه لمرضاه الذين يتعالجون على حساب الوزارة (خصوصاً مرضى الكلى)، حتى تتمكّن من إيجاد بديل لهم. ومع ذلك، ما سمعته الوزارة من صعوبات ومشاكل لم تعرف بها سوى من الإعلام وما يُحكى في الصالونات، وعليه أرسلت اليوم فريق التفتيش للوقوف على ما يجري ومعرفة حقيقة الوضع.

لم تنجح محاولاتنا المتكرّرة في الحديث مع إدارة المستشفى، لكن وفق ما أكّده مدير العناية جوزف حلو أنّ “الأمور متّجهة إلى الحلحلة من خلال الاستثمار في المستشفى، وبالتالي لن يكون هناك إقفال كما كان البعض متخوّفاً. وستصدر المستشفى بياناً تشرح فيه كلّ المستجدّات الحديثة، علماً أنّنا لم نتبلّغ منه أيّ قرار بإقفال قسم أو أقسام في الفترة الماضية، خصوصاً أنّ هناك قسم غسيل كلى، ومن الواجب إبلاغنا قبل شهر أو شهرين حتى تتمكّن الوزارة من إيجاد بديل لهؤلاء المرضى الذين هم على حساب الوزارة.”

ونعرف أنّ الوضع مأساويّ في كلّ لبنان، ولكن هناك بعض المستشفيات مثل سان لويس وسان جورج وسان تريز تعاني من أزمة ومن وضع سيّئ منذ فترة طويلة. كما أنّ المستشفيات الخاصّة تتّخذ قراراتها دون العودة إلى الوزارة من ناحية بيع المستشفى أو استثمارها أو تأجيرها، بل يتمّ إبلاغنا بالمسألة بعد التوصّل إلى إتّفاق، كما حصل مع مستشفى سيدة لبنان حيث تبلّغنا أنّ الدكتور فادي سعد بات في عهدته، وهو في صدد تغيير اسمها.”

في حين رفع نقيب أصحاب المستشفيات الخاصّة سليمان هارون الصوت مؤكّداً أنّه “سبق ونبّهنا مراراً من مستشفيات كبرى وعديدة، بحجم “مستشفى عجلتون”، مهدّدة بالإقفال. ووصلنا فعلياً إلى هذا الواقع، فنحن اليوم أمام مثل حسّي لما كنّا نبّهنا منه”.

هذا الواقع ليس إلّا بداية الطريق وفق هارون، إذ أنّ غيره من المستشفيات مهدّد أيضاً بالتوقّف عن استقبال المرضى قريباً.

ويفنّد هارون الأسباب الأساسيّة التي أدّت إلى عدم قدرة المستشفى على مواصلة تقديم خدماته وأبرزها: “عجزه عن تأمين المازوت بالأسعار الحاليّة. في حين أنّ حاجات المستشفى كلّها تدفع نقداً بالدولار، ونجد المصارف تحجز على أموال المستشفى وسائر المستشفيات التي لم يعد بوسعها التصرّف بودائعها، حتّى أنّها وصلت إلى مرحلة لا يمكن فيها دفع أجور الموظّفين بسبب عدم قدرتهم على تأمين السيولة للرواتب”.

ويوضح هارون أنّ “إدارة “مستشفى عجلتون” أبلغتني أنّ الإثنين لا يمكنها فتح أبواب المستشفى. لكنّ الأخطر أنّه يعالج نحو 80 حالة غسيل كلى، ويستقبل نحو 50 مريضاً بحاجة إلى علاج كيميائيّ، فأين يذهب هؤلاء في حين لا يمكن لأيّ مستشفى أن يستوعبهم؟”.

وبينما وضع هذه القضية في رسم المسؤولين لحلّ الموضوع بشكل عاجل، والبحث عن سبل لتأمين استمراريّة المستشفى وتأمين مادّة المازوت والسيولة اللازمة من المصارف، يبقى السؤال الأهمّ من يضمن عدم تكرار هذا السيناريو مع مستشفى آخر؟ وماذا لو تأمّن المازوت لفترة ومن ثمّ وقعنا في المأزق نفسه نتيجة انقطاع المحروقات وتهديد المصارف؟

زر الذهاب إلى الأعلى